السّيدُ من أوروك

2022-04-11

صادق الطريحي

ها نحنُ في أوركَ..

نستبقُ المعاجمَ؛ كي نؤصّلَ لهجةَ المُستضعفينَ..

ونمنحُ الأطفالَ أسماءَ السّوادْ.

ها نحنُ في أوركَ..

نجمعُ ما تفرّقَ من كتابِ (بحيرة الجاموسِ)

نرفعُ رايةَ النهرين..

إيذانا بعودةِ أمّنا العذراءَ من سينِ الرّمالْ

ها نحنُ في أوركَ..

نلبسُ أينعَ الأثوابِ..

حيثُ منازلِ الأحنافِ..

نأكلُ ما تيسّرَ من حَمامِ إلهِنا المحبوبِ..

حيثُ مَبرّةِ الأهوارِ..

نصنعُ من نخيلِ الرّبّ أوراقا لتمثيلِ الوجودِ..

ونصنعُ المشحوفَ والإيقاعَ..

حيثُ مصاطبِ التّنزيلِ..

نجلسُ مثلَ أولادِ المدارسِ..

خاشعينَ، ومنصتينَ لصوتهِ،

ولسانهِ

هو طيّبٌ

حُلوُ الجدالِ

مُصدّقٌ ومُناصِرٌ

للباحثينَ عنِ الجوابْ.

قالَ المُعلّمُ:

اليومَ أكملتُ الكتابَ لكمْ..

وأنْعمتُ القراءةَ سُنّةً

والشّكّ، منهاجا رَصينا

٭ ٭ ٭

قالتِ الأعرابُ:

هلْ أنتَ المشكّكُ بالرّواةِ؟!

أأنتَ مَنْ يصفُ المدينةَ بالتّغيّرِ والفَناء؟!

قالَ المُعلّمُ:

يا صديقَ الشّعرِ، واللغةِ الفتاةْ،

لا تَلتَفتْ!

لا تَلتَفتْ!

إنّ السّوادَ بلادُنا الأبديةُ الخضراءْ.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي