
يوم 5 مارس 2022، ذكرت نيويورك تايمز أن كبار مسؤولي البيت الأبيض والخارجية الأمريكية كانوا في فنزويلا من أجل محادثات مع نظام نيكولاس مادورو.
لماذا هذا مهم؟! لأن الولايات المتحدة لا تعترف بنظام نيكولاس مادورو أصلًا!
في 2019، قطعت إدارة دونالد ترامب العلاقات الدبلوماسية مع فنزويلا، واعترفت بزعيم المعارضة باعتباره رئيسًا شرعيًا للبلاد. ثم أتت إدارة بايدن ولم تغير الوضع.
لكن مع الزيادات الضخمة في أسعار النفط مع فرض عقوبات على واردات النفط الروسية، تسعى إدارة بايدن لإيجاد مصادر نفط بديلة.
ظن يظن.. ظنونًا!
نيويورك تايمز بررت زيارة إدارة بايدن نيكولاس مادورو بأن البيت الأبيض يحاول زيادة الضغط على فلاديمير بوتين بإبعاد رئيس فنزويلا عنه؛ باعتبار أن الغزو الروسي لأوكرانيا دفع الولايات المتحدة إلى إيلاء اهتمام أكبر لحلفاء بوتين في أمريكا اللاتينية، الذين تعتقد واشنطن أنهم قد يصبحون تهديدات أمنية إذا تعمقت المواجهة مع روسيا.
لكن هل يظن بايدن حقًا أن علاقة مادورو مع بوتين ضعيفة إلى هذه الدرجة التي يمكن معها أن تُقطع في المستقبل القريب؟!
حتى أثناء الحرب الأوكرانية، واصل مادورو وبوتين المحادثات حول تعميق علاقتهما الاستراتيجية، وأعرب نظام مادورو عن دعمه لبوتين صراحة، وألقى باللوم في الأزمة في أوكرانيا على الولايات المتحدة وحلف الناتو.
كما أن روسيا، لأكثر من عقدين من الزمن، عززت القدرات العسكرية لفنزويلا وهي أكبر مصدر للعملة الأجنبية.
استيقاظ متأخر
على الرغم من أن إدارة بايدن استيقظت فجأة لتكتشف التهديد الروسي في فنزويلا، فمن المرجح أن يكون الاجتماع محاولة يائسة لخفض أسعار النفط.
ذكرت وول ستريت جورنال بالفعل أن مسؤولي بايدن يسعون إلى تخفيف العقوبات النفطية على فنزويلا كجزء من استراتيجية أمريكية أوسع لتلطيف أسعار النفط.. حيث يهدف الاجتماع إلى السماح للنفط الخام الفنزويلي بالعودة إلى السوق الدولية المفتوحة.
البعض يؤيد بالفعل إقامة علاقات مع فنزويلا على الرغم من نظامها الاشتراكي الديكتاتوري.
الكاتبة الأمريكية تريش ريجان، على سبيل المثال، تعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تجد طريقة للتوافق مع فنزويلا ومنع روسيا والصين من الاستفادة من احتياطيات النفط الهائلة في البلاد. لكن السيناتور الجمهوري ماركو روبيو يعتبر، ولوجهة نظره وجاهة، أن إدارة بايدن تستخدم الأزمة الأوكرانية كذريعة لعقد صفقة نفط مع مادورو بدلًا من الاستثمار في إنتاج الطاقة المحلية.
مدمن الصفقات المشبوهة
فنزويلا ليست الدولة المارقة الوحيدة التي يبدو أن البيت الأبيض على استعداد لإعادتها إلى سوق النفط.
يُنظر إلى إيران أيضًا على أنها مصدر آخر للنفط، ومع اقتراب نهاية المفاوضات في فيينا، فإن التسليم الضعيف لروبرت مالي لخطة العمل الشاملة المشتركة سيتيح لإيران الوصول إلى سوق النفط مع ارتفاع الأسعار، مما يعود عليها بعائدات مالية ضخمة.
ومع استعداد إدارة بايدن لرفع العقوبات عن طهران، فإن هذا يعني أن أرباح النفط ستذهب مباشرة إلى الوكلاء الإيرانيين، مثل حزب الله، كما سيزيد الحرس الثوري الإيراني من سلوكه المزعزع للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
يستحق الغزو الروسي عقوبات قاسية، خاصة على قطاع النفط الحيوي، ولكن مع انخفاض إنتاج النفط الأمريكي، تواجه إدارة بايدن معاقبة نظام وحشي بمكافأة نظام وحشي آخر.
نقلاً عن مقال كارين حجار في ناشيونال ريفيو : شيطان مختلف؟ أسعار النفط ترسل بايدن إلى نيكولاس مادورو