لوبوان: هذه أهداف بوتين السرية من حربه على أوكرانيا

2022-03-01

ما يزيد جرأة بوتين هو ما يراه من ضعف أوروبا، وكذلك ضعف الولايات المتحدة، خصوصا بعد خروجها من العراق وأفغانستان (أ ف ب)

هل يسعى الرئيس الروسي لاحتلال أوكرانيا كلها أو نصفها فقط؟ مجلة لوبوان الفرنسية أوردت ما قاله خبراء حاولوا فك شفرة "التأثير النهائي المطلوب" للهجوم الروسي.

تقول لوبوان (Le Point) في بداية تقريرها إن هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأساسي منذ إعلانه الحرب على أوكرانيا كان واضحا وهو تأمين الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا في البلاد فولوديمير زيلينسكي، مما جعل قوات بوتين تلاحقه في المراحل الأولى من الغزو.

لكن، هل يشكل احتلال كامل هذه الدولة المستقلة منذ 24 أغسطس/آب 1991 هدفا حربيا يحقق ما يسميه الجيش الروسي "الأثر النهائي المنشود" لسيد الكرملين؟ تتساءل المجلة.

هذا ليس مؤكدا تماما، إذ يعتقد العديد من الضباط والخبراء المختصين بالشأن أن الخطة الروسية التي تتكشف شيئا فشيئا لا تهدف بالضرورة إلى الاستيلاء على كامل أوكرانيا التي هي أكبر من فرنسا، وفقا للوبوان.

بل يرى هؤلاء دائما -وفقا للمجلة- أن موسكو ربما تستهدف فقط الضفة الشرقية لنهر دنيبر الذي يقسم البلاد إلى قسمين، من الجنوب إلى الشمال، وستكون العاصمة كييف التي تمتد على جانبي النهر هدفا أيضا.

وبدءا من جنوب البلاد يعتقد هؤلاء الخبراء أن القوات الروسية تسعى للصعود على طول نهر دنيبر، في محاولة لتطويق 40 ألف جندي أوكراني موجودين في شرق البلاد.

لكن، هل ستحاول موسكو بعد ذلك الاستيلاء على الجزء الغربي من البلاد؟ هذا ما يقول الخبراء إنه احتمال وارد، لكنه مستبعد.

ويرى أحد المختصين -حسب المجلة- أن المنطق الهجومي الفوري للروس يركز على الاستيلاء على جسور نهر دنيبر "لقطع طريق الانسحاب" للقوات الأوكرانية التي تواجههم في شرق البلاد.

وتنسب لوبوان إلى الرئيس السابق للمديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي السفير برنار باجولي -الذي له دراية جيدة بجهاز الأمن الداخلي والخارجي المحيط بفلاديمير بوتين- قوله إن النية الحقيقية لبوتين واضحة وتتمثل في "إعادة تشكيل الإمبراطورية السوفياتية ومنطقة نفوذها".

ولهذا السبب -يقول باجولي- "لست متأكدا على الإطلاق من أنه سيرغب في قصر احتلاله على الجزء الشرقي من أوكرانيا، أظن أنه سيقرر بحسب الظروف والفرص، وسيأخذ ما في وسعه".

ويضيف أن ما يزيد جرأة بوتين هو ما يراه من ضعف أوروبا، وكذلك ضعف الولايات المتحدة، خصوصا بعد خروجها من العراق وأفغانستان.

ويصر باجولي على أن "أهداف فلاديمير بوتين تتعدى مجرد غزو الأراضي، إنه براغماتي، في أوكرانيا لا يعرف بالضرورة هدفه النهائي، إذ نرى قواته تتقدم، لكننا نلاحظ أيضا نوعا من التردد في الاستيلاء على كييف بالقوة".

ويعتقد باجولي أن بوتين كان يظن أن فولوديمير زيلينسكي كان سيهرب بمجرد بدء الهجوم كما فعل أشرف غني في كابل، وهو يسعى أولا بالقوة إلى تحييد أوكرانيا عسكريا وسياسيا، ثم تحويلها إلى نظام دمية كما هو الحال في بيلاروسيا.

أما الدبلوماسي المختص في الجغرافيا ميشيل فوشي فيرى أن بوتين يريد كييف، لكن الجزء الغربي من البلاد -الذي لم يتم ضمه إلى السوفيات حتى عام 1945- لا يهمه، فهو منطقة لا يمكن السيطرة عليها من قبل القوات الروسية.

أما الابتزاز النووي فترى لوبوان أنه أصبح بمثابة عبث بوتيني، لكنه ليس جديدا أيضا، ففي 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1956 إبان أزمة قناة السويس لوح بهذا التهديد المارشال الروسي نيكولاي بولجانين رئيس مجلس الوزراء السوفياتي، ثم كتب بعد ذلك إلى نظيره الفرنسي غي موليه النص التالي "في أي وضع ستجد فرنسا نفسها إذا تعرضت لعدوان من جانب دول أخرى لديها الوسائل الرهيبة للتدمير الحديث؟"، وقد فهمت باريس تلك الرسالة، وفي اليوم التالي أوقفت هي ولندن عمليتهما في مص، لكن يجب ألا يغيب عن بوتين أن تلك أيام ولت والأمور قد تغيرت.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي