
أصيب 12 شخصا بجروح في جنوب السعودية إثر اعتراض الدفاعات الجوية طائرة مسيّرة أطلقها المتمردون اليمنيون باتجاه مطار أبها الخميس، في هجوم جديد يندرج في إطار التصعيد المستمر في حرب اليمن وتداعياتها في المنطقة منذ أسابيع.
وأعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن أن الدفاعات الجوية السعودية تمكّنت من "إحباط محاولة عمل عدائي عابر للحدود باستخدام طائرة مسيّرة مفخخة أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية".
ونقل البيان عن المتحدث باسم التحالف العميد تركي المالكي قوله "نتيجة لعملية الاعتراض، تناثرت بعض الشظايا للطائرة المسيّرة بعد اعتراضها داخل المحيط الداخلي للمطار، ووقوع 12 إصابة طفيفة لمدنيين من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة".
وأصيب سعوديان اثنان بالإضافة إلى أربعة بنغلادشيين وثلاثة نيباليين وهندي وسيرلانكي وفيلبيني.
واعتبر أن "هذه المحاولة العدائية الوحشية لاستهداف مطار أبها الدولي والمدنيين المسافرين من مختلف الجنسيات والعاملين بالمطار تمثّل جريمة حرب".
وأكد المتحدث العسكري باسم المتمردين يحيى سريع في تغريدة على "تويتر"، "استهداف موقع عسكري هام في مطار أبها بطائرة مسيرة نوع قاصف 2K (تو كاي)، وكانت الإصابة دقيقة".
وأضاف "نجدد تحذيرنا للمواطنيين بالابتعاد عن المواقع العسكرية".
وقال مسؤول في المطار لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه "توقفت حركة الطائرات لفترة وجيزة قبل أنّ تستأنف مجددا".
وذكرت محطة "الإخبارية" التلفزيونية السعودية الحكومية أن "الطائرة المسيرة أسقطت في مدرج".
وقال التحالف إنّه سيتخذ "إجراءات عملياتية حازمة استجابة لتهديد استهداف المطارات المدنية والمسافرين".
ثم أعلن في بيان لاحق بعد ظهر الخميس أنه "سيتم قصف نقاط حاسمة بصنعاء يستخدمها الحوثيون في إطلاق المسيّرات".
وقال التحالف "نطلب من المدنيين بصنعاء إخلاء المواقع المدنية المستخدمة عسكرياً للـ 72 ساعة القادمة".
وفي وقت لاحق، تحدث التحالف عن "طائرة مسيرة زودت قنبلة".
واعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض الخميس أنّ "الولايات المتّحدة تدين بشدّة الهجوم الإرهابي" الذي استهدف مطار أبها السعودي بواسطة طائرة مسيرة أطلقها المتمرّدون الحوثيون وأسفرت الشظايا الناجمة عن اعتراضها في الجوّ عن إصابة 12 مدنياً.
وقال جيك سوليفان في بيان "نتعهّد دعم السعودية في دفاعها عن شعبها وأراضيها ضد هذه الهجمات. ان اميركا ستقف الى جانب اصدقائها في المنطقة".
- تصعيد -
وخلال اتصال هاتفي بين العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز والرئيس الأميركي جو بايدن مساء الأربعاء، أكد بايدن، بحسب البيت الأبيض، للعاهل السعودي "التزام الولايات المتحدة بدعم السعودية في الدفاع عن شعبها وأرضها بوجه الهجمات والدعم الكامل للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن".
وغالبا ما يستهدف المتمردون اليمنيون الحوثيون المدعومون من إيران الأراضي السعودية، لا سيما مطار أبها الدولي الواقع قرب الحدود مع اليمن، بهجمات.
وتقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة اليمنية التي تخوض نزاعاً دامياً ضدّ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران منذ سيطرتهم على صنعاء ومناطق أخرى في 2014.
واستهدف مطار أبها مرارا خلال السنوات الماضية بهجمات كان من أبرزها في آب/أغسطس الماضي، عندما أصيب ثمانية أشخاص بجروح وتضررت طائرة مدنية في هجوم بطائرة مسيّرة.
في 24 كانون الأول/ديسمبر، قتل شخصان وأصيب سبعة آخرون في هجوم للمتمردين الحوثيين استهدف جازان في جنوب المملكة.
ويأتي هجوم الخميس في إطار تصعيد للعمليات العسكرية في اليمن متواصل منذ أسابيع وتوسيع من جانب الحوثيين لنطاق هجماتهم التي استهدفت مؤخرا الإمارات. واستخدموا صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة في هذه الهجمات.
وكثّف الطيران السعودي غاراته على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون بعد تلك الهجمات.
وتسبّب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 377 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.
وأفاد المجلس النروجي للاجئين الخميس في تقرير أن عدد الضحايا المدنيين في النزاع في اليمن تضاعف منذ انتهاء مهمة فريق خبراء الأمم المتحدة المكلفين مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن في تشرين الأول/أكتوبر.
ورفض مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تمديد تفويض فريق الخبراء الدوليين، في قرار أثار انتقادات شديدة من منظمات غير حكومية.
وكان المجلس أنشأ الفريق العام 2017 لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان "التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع منذ أيلول/سبتمبر 2014".
وقال المجلس النروجي للاجئين الخميس "في الأشهر الأربعة التي سبقت نهاية مراقبة حقوق الإنسان، قتل أو اصيب 823 مدنيا في الحرب. وفي الأشهر الأربعة التالية كان العدد 1535 مدنيا".
وأوضح أنه "خلال الفترة ذاتها، ازداد عدد الضحايا المدنيين جراء غارات جوية 39 مرة".
واعتبرت مديرة مكتب المجلس النروجي للاجئين في اليمن إيرين هاتشينسون أن "إزالة هيئة التحقيق المعنية أعادتنا إلى هذه الانتهاكات المروعة بلا رادع"، متسائلة "من المسؤول عن وفاة هؤلاء الأطفال والعائلات؟"