الكاتب اللبناني مصطفى عبد الفتاح: رواياتي تستعين بأحداث حقيقية

2022-02-04

حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل

لم ينس الشاعر والروائي اللبناني مصطفى عبد الفتاح مهنته كطبيب عند ممارسته الفعل الأدبي، لذا إن كانت مهنة الطب هي الأهم على المستوى الإنساني، فإن مهنة الأدب هي بدورها كاشفة عن الآفات والأدواء السياسية والاجتماعية والمتجسدة في ماهية الإنتاج الثقافي ودوره كفعل من أفعال المواجهة والعلاج في آن. عن الشاعر والروائي ورؤيته كان هذا الحوار..

ما موقفك اليوم في ظل التراجع الفكري الذي نعيشه؟

بما أننا نعيش في عصر التكنولوجيا والثورة الرقمية، فإننا نلمس جيداً ونعرف مدى التراجع الفكري في المجتمعات الاستهلاكية بشكل عام، وفي مجتمعنا بشكل خاص، ونرى الانصراف إلى التعاطي مع الجانب الأسهل، المتمثل بثورة الاتصالات الرقمية، مع ما تؤمِّنه من إمكانات متاحة للجمهور بالمجان في معظم الأحيان، ومع ما تنطوي عليه من مخاطر حقيقية، متمثلة بإدارة تلك الوسائل التي تعمل لأهداف معروفة، لها إداراتها وأساليبها وتأثيراتها وقدراتها، التي تفوق القدرات الشخصية في النشر والتوزيع وتوصيل الفكرة وتعميمها، جاعلة الدنيا كلها تحت أنظارها وتحت إدارتها وتأثيراتها .ومع ذلك أجد نفسي مصرّاً أكثر من أي وقت مضى على الاستمرار في مسيرتي الأدبية.

الشعر مسؤولية كبرى، والرواية باتت لسان الحال، ما رأيك؟

الشعر والرواية هما أساسا العمل الأدبي الهادف، يلجأ إليهما الكاتب ليحمِّلهما أفكاره ومراميه وما يصبو إليه. ومن وجهة نظري فإنَّ الشعر ككل والرواية بنوعيها: الكبيرة والصغيرة، هي طرقٌ على الكاتب أن يتقنها كلها أو بعضها للتعبير عن ذاته ومكنوناتها السامية، كمادة ثقافية عامة تبني الإرث الثقافي الوطني والقومي. والشعر يعتمد على قواعد صارمة في الأوزان والتفعيلات والموسيقى، فإنه يتطلب معرفة وإلماماً وموهبة ثاقبة أكثر من الكتابة النثرية، مع العلم أن للقصة أيضاً قواعدها لكنها تبقى أسهل للكاتب والقارئ على السواء.

حركة الأدب في عكار وشمال لبنان، كيف تصفها؟

بما أنني أعيش في شمال لبنان، وفي عكار المحرومة والمظلومة منذ ولادتي، فإنني عرفت تماماً وجع الحرمان ومعنى الفقر، ومعنى البُعد عن المدينة لعقود طويلة من عمري، فإنني لمست وتحسست الكثير من القضايا الثقافية، التي تستحق المعالجة والتصدي الفكري والأدبي، وكذلك العلاجي الدوائي، للانتقال بالإنسان المحروم والمظلوم من الأمية والجهل والتخلف، إلى بر آمنٍ قدر المستطاع، في الكثير من نواحي الحياة اليومية، إلى جانب التصدي للمشكلات الصحية التي هي في أساس مهنتي كطبيب.

وماذا عن تجربتك الإبداعية؟

لقد كتبت الكثير من القصائد وكتبت بعض الروايات القصيرة والمتوسطة، لأنني أردت معالجة مواضيع واضحة جداً، مستعيناً بأحداث حقيقة، لأجعل من رواياتي مادة سهلة القراءة وممتعة ونافعة وثابتة، لأن أهدافها التنويرية لا تتغير مهما طال الزمن، مبتعداً عن الروايات الكبيرة، التي ينفر منها القارئ، وكذلك مبتعداً عن القصيدة التي لا يتقن الجميع قراءتها ببساطة كالرواية.

أمير تاج السر وأيمن الداكر ومصطفى عبد الفتاح، جمعكم الطب والأدب. ما سر الأطباء والشغف الكتابي؟

بالتأكيد لست الطبيب الوحيد الذي يكتب الشعر والرواية، بل هناك من سبقني وهناك من سيلحق بي في لبنان والعالم العربي وفي كل العالم، لأن الأطباء هم أكثر الناس تألماً وتأثراً بما يحيط بعملهم الصعب والشاق، فأمير تاج السر وأيمن الداكر وغيرهما الكثير من الأسماء التي نجلُّها ونحترمها، نذروا أنفسهم وحتى الرمق الأخير، وهم يبذلون أنفسهم للتصدي لكل الآفات المرضية والثقافية والاجتماعية، بثبات وإصرار ومسؤولية في سبيل تحرير الإنسان من المرض والجهل والأمية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي