
عمر أبو الهيجاء
ولدٌ غريب
«إلى الشاعر جهاد هديب في ذكراه»
أنا الولد الغريب
تعرفني الحارات والشوارع المبللة
بالنعاس
لي أصدقاء غرباء
تركت في ذاكرتهم صوت معلم غليظ
لكنهم فجأة ناموا طويلا في مراياهم
المرايا تعرفهم وحدها
غير أن الولد الذي كنته
لم ينل غير مطاردة الشظايا خلفهم
أنا الولد الغريب
الذي أكلته العتمة
ونام وحيدا
في الذكرى
قلتُ: أنا الولدُ
الذي عجنته موسيقى الأسلاف
وظل يرتل
هزائمه في الوحل
تاركا نصا يتيما
وضحكا ملونا
على قمصان الحياة.
جهاد هديب
يذهبون
يذهبون نحو شموس مغبرة،
ونحن لم نزل مقيمين في الريح،
يذهبون محملين ورد بنادقهم،
ونحن منتظرين عودتهم أمام عريشة هناك،
يذهبون مثل العصافير،
يمطرهم غناء مؤجل،
ومطلع قصيدة
من فم شاعر مبلل بالإيقاع الخفيض،
ونحن مأخوذين بعزف ناقص،
على وتر الانكسار،
يذهبون فاتحين درب الراحلين،
عن جميزة في الحقول،
ونحن نعلي راية للسيد الأبيض،
ويقتلنا من كسل موال الحنين
يذهبون
ي
ذ
ه
بووون.
احتياجات
أحتاج لقلب
ليس على قلق مثلي
يغفو في عز اللقيا ويمضي
أحتاج لطلقة أخرى لإيقاع دمي
لأغسل وصايا الريح بالهمس
أحتاج إلى ملح الذاكرة
لأعمد الكلام
وأسير وحيدا معي
هاتفا بآخر الليل باسمها
كل ما في الأمر
تركت القلب بين يديها
وتركتني حارسا على بابها
هي شقت مني ثياب اللحظة
تاركة ابن الضحى
يرثي المدينة
ويقرأ شرفات العمر
راسما عرسا تشظى
أحتاج لي كثيرا
لأبقى
على قيد
الحب.
شاعر أردني فلسطيني