لِمنْ تزرعينَ النجومَ في حوضِ النعناع؟

2022-01-25

نضال برقان

بينما كنتِ تحزمين حقائب النسيان

كانت العتمةُ تملأ رئتيها جيدا

بروائح التذكّر

إيذانا ببَدءِ نوبةٍ جديدةٍ..

من العمل.

٭ ٭ ٭

لم أكتب شيئا من زمنٍ

يدي تكلّست

قلبي أصابه الاعتيادُ بمقتلٍ

أما ظلالُكِ

تلك التي خبّأتُها في ذاكرتي

فقد التهمتها الحربُ

كما يلتهمُ صبيٌّ جائعٌ حلوى (شعر البنات)

بينما كنتُ أكتبُ قصيدة غزلية

من أجلكِ.

٭ ٭ ٭

أيتها البعيدةُ

أعرفُ أنّكِ في مكانٍ ما هناك

تُغنين للأملِ

وتُحيكين ملابسَ جديدة للحقيقةِ

وتزرعين النجومَ في حوضِ النعناع

أعرفُ أنّكِ كنتِ تودين تقليمَ أظافرِ الحرب

قبلَ رحيلكِ

كنتِ تودينَ تنظيفَ البلدِ من روائح الدماءِ

التي تُراقُ بمجّـانية في كلّ مكان

كنتِ تودينَ حمايةَ الأطفالِ

من سُعارِ الطائراتِ الحربيةِ

وأعرفُ أكثرَ أنّكِ الآنَ لستِ هنا.

٭ ٭ ٭

العزلةُ أكثرُ قتامة مما توقعتُ

أوسعُ من جرحٍ في خاصرة العالم

وجافة مثلَ كوكبٍ

لم تحطّ على سطحه فراشةٌ أبدا

العزلة..

ترى أينَكِ الآن؟

كيفَ فرّتْ عصافيرُكِ من جسدي؟

كيفَ لم تستطعْ شفتاي الاحتفاظَ بأغنياتكِ؟

وصوتُكِ..

كيفَ استطاعَ أزيزُ الرصاصِ اختطافَهُ من أذنيّ؟

تعرفين؟

لم أعدْ أشبه العزلةَ

في غيابكِ

أنا العزلةُ ذاتُها.

٭ ٭ ٭

تأخذني إليكِ القصيدةُ

وإذا بكِ تضعينها جانبا

بذلك الهدوءِ الناصعِ

وتبقينني حارسا لمجازاتِها

وتذهبين بمفردكِ إلى الجبهةِ

لستُ محاربا جيدا

لكنني لن أتركَكِ تذهبين بمفردِكِ إلى هناك في المرّةِ المقبلةِ

أيتها الحقيقيةُ كشرفةٍ في القلب

أيتها الحقيقيةُ كزهرةٍ في صدعِ البلاد

أيتها الحقيقيةُ كأغنيةٍ

لم تزلْ ندية منذُ حروبٍ كثيرةٍ

أرجوكِ..

عودي الليلةَ

ولتكنْ هناكَ مرّة مقبلة

لأرافقَكِ بها عندما تذهبين..

شاعر أردني







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي