الشاعر العراقي مهند الشاوي: الشعر فيض روحي لا يقبل التجنيس

2022-01-18

حوار: نزار بولحية

في زيارة له إلى تونس يجوب فيها عدة مدن ومحافظات ليقدم ثالث دواوينه الشعرية وهو ديوان «وتسبقني المسافات» إضافة إلى عرض بعض تصميماته للأزياء التقليدية العراقية، التقت «القدس العربي» الفنان والشاعر العراقي مهند الشاوي. والشاوي الذي حصل على دبلوم وبكالوريوس فنون جميلة من جامعة بغداد، ودبلوم شرف من جامعة باتراس اليونانية، وشهادة معهد دار التراث الشعبي، وماجستير آداب في التربية، ودكتوراه في فلسفة التربية وتقلب في عدة مسؤوليات في وزارة الثقافة العراقية، فنان متعدد المواهب استحق جائزة أفضل فنان شامل في العراق لعام 2010 ضمن استفتاء مؤسسة عيون للثقافة والفنون، فقد صدرت له حتى الآن ثلاث مجموعات شعرية وهي «رسائل إلى امرأة» و«عندما يحترق الثلج» و«وتسبقني المسافات» كما أنه أقام خمسة عشر معرضا للأزياء التقليدية التراثية العراقية، داخل وخارج العراق، وثلاثة معارض فردية للخط العربي والزخرفة، ومعرضين للتصوير الفوتوغرافي، وكانت له عدة مشاركات في معارض مشتركة للرسم والخط والتصوير الفوتوغرافي، وحصل على كثير من الجوائز والتكريمات والشهادات التقديرية نظير أعماله الفنية والتراثية.

لو تحدثنا قليلا عن بداياتك الفنية، كيف كانت؟

بدأ الأمر معي في المرحلة المتوسطة من الدراسة، إذ أحسست حينها برغبة في أعمال التصميم والزخرفة، ودخلت إلى هذا المجال من خلال مرسم المدرسة، ورافق ذلك ظهور شيء يشبه الشعر، فكتبت أول نص وأنا في الرابعة عشرة تقريبا من عمري عن شابة أو طفلة كانت تدرس معي في المدرسة وهكذا بدأت. وفي المرحلة الثانوية درست اختصاصا مهنيا ثم بعدها اخترت قسم الميكانيك في الدراسة الجامعية. لكن بقي لديّ الهاجس الفني، فعدت إلى معهد الفنون الجميلة فدرست لخمس سنوات الخط العربي والزخرفة، ثم واصلت المسيرة في الدراسة الجامعية، وحصلت على الماجستير في التربية ثم الدكتوراه، ودرست أيضا في معهد التراث، ثم عملت في معهد الفنون الجميلة، وشاركت في عدة معارض خاصة بالخط العربي والزخرفة، واشتغلت في معهد التراث مدرسا ومصمما ورئيس قسم، وتدرجت في عدة مسؤوليات في وزارة الثقافة وكنت مدير إدارة التراث الشعبي في الوزارة. وفي 2004 بدأت في تصميم الأزياء التقليدية التراثية العراقية، واشتغلت مع المهندسة الراحلة منى الخطيب، وهي فنانة كبيرة وراقية، وأقمت معرضي الشخصي الأول للأزياء التقليدية التراثية العراقية في 2009 في سوريا. أما الشعر فربما جاء متأخرا بعض الشيء مقارنة بالخط العربي والزخرفة وتصميم الأزياء، لأن المحاولات التي كتبتها في مرحلة الدراسة المتوسطة والجامعية كانت بسيطة، ولا ترتقي ربما لأن تكون شعرا. وهكذا صدرت مجموعتي الشعرية الأولى في 2018 رغم أن قصائد كثيرة كانت جاهزة للطبع قبل ذلك التاريخ بسنوات كثيرة.

لو عدنا إلى الشعر، ما الذي يعنيه لك؟

الشعر فيض روحي يسيطر علينا، من خلال الأحاسيس، التي نمتلكها ونحاول ترجمتها بأي طريقة من الطرق وأي نوع من الأنواع، ولأنني لا أحب التجنيس رغم أن النقاد عموما ضد ذلك، والشعر أيضا ضرب روحي نستنبط من خلاله تجاربنا وأحاسيسنا.

هل ترى من خلال تجربتك الفنية أن هناك خيطا رابطا بين الفن التشكيلي والزخرفة والخط العربي، والشعر؟

لقد استفدت دون شك من دراستي الأكاديمية، ومن شغفي بالخط العربي والتزويق في اشتغالي في تصميم الأزياء التقليدية التراثية العراقية. أما عن علاقة الكتابة والشعر بمجال تصميم الأزياء التقليدية والتراثية، فلا أرى أن هناك علاقة مباشرة بينهما، لكن الأمر لا يخلو في كل الأحوال من أحاسيس وتجارب وجدانية متداخلة.

هناك حضور طاغ للمرأة في معظم قصائدك، هل من تفسير لذلك؟

لا توجد حياة دون امرأة، وهناك من يقول إن المرأة هي نصف المجتمع، لكنني قلت قبل سنوات، إن كانت هي بالفعل نصف المجتمع وتلد وتربي النصف الباقي فهي إذن المجتمع كله. وهي العمود الفقري للحضارات. فلا يمكن أن نكتب أي شيء دون امرأة، ولا أن نستحضر شيئا أو نعيش حياة طبيعية دون امرأة.

في أشعارك ما يمكن أن نطلق عليه نفسا نزاريا. هل تأثرت بالشاعر نزار قباني؟

لا شك في أن نزار قباني من كبار الشعراء العرب. ولست الوحيد الذي ربما لاحظت ذلك. لكن لعلك ستفاجأ إن قلت لك إني لم أتأثر في مسيرتي بأي شاعر لأني كتبت فقط بأسلوبي الخاص.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي