الجندي المجهول

2022-01-17

عدنان عبدالله (أبو علي البوريني)

حين تتساوى مساحات المأساة والحزن والوطن تتحول الكلمات إلى دموع والدموع إلى تساؤلات.

تساؤلات

يا جدي العاشر يا جدي

يا روحا تسكن في العلياء

هل حقاً ما يحكى جدي

عن عنتر عبلة والخنساء

عن خيل كنا نركبها

وجميل بثينة والعفراء

عن مجد كنا نصنعه

ومراكب ترسو فوق الماء

هل حقاً كنا يا جدي

في العالم أسياداً عظماء

هل حقاً كنا نقبل، نرفض

هل حقاً كنا طلقاء

هل حقاً كنا نكتب، نقرأ

هل حقا كنا علماء

هل حقاً كنا نعشق، نكره

هل حقاً كنا سعداء

هل حقاً كنا نضحك، نبكي

هل حقا كنا ظرفاء

هل حقا كنا نأكل، نشرب

هل حقا كنا أحياء

أم كان الوهم يغذينا

أحلاماً كبرى في الصحراء

أحلاماً كنا نكتبها

صارت تاريخاً للقراء

يا جدي العاشر يا جدي

يا كاتب عدل في العلياء

إن كان الماضي يا جدي

إشراقاً وجلالا وبهاء

فلماذا تنبت في وطني

غيلان وذئاب وجراء

ولماذا يُسبى في وطني

أطفال وشيوخ ونساء

ولملذا يزحف حاضرنا

يزحف مشلول الأعضاء

ولماذا نجتر الماضي

تخرح داحس والغبراء

يا جدي العاشر يا جدي

يا شاهد عدل في العلياء

إن الحاضر يقتلني

فالحاضر سم في الأمعاء

أقطاب العالم تقطعني

تقطع أجزائي أجزاء

والحاكم منفرد طاغ

سكينا تقطع في الأحشاء

والشعب الخالد والماجد

في حالة سكر أو إغماء

يا جدي العاشر يا جدي

يا عالما في كل الأشياء

هل من علم ينفعنا

يشفينا من هذا الداء

هل من سم يقتل فينا

يقتل داحس والغبراء

هل من عقم يمنع فينا

يمنع إنجاب الزعماء

هل من برق يصعقنا

يبدل كيف نرى الأشياء

يا جدي العاشر يا جدي

يا أملا يسكن في العلياء

إن كان الماضي يا جدي

إشراقاً وجلالا وبهاء

لي طلب واحد يا جدي

والله القادر ع الأشياء

أن تبعث من ماتوا منكم

أن تبعث من ماتوا شهداء

أو تنفخ روحاً في شعبي

روحاً تبعثهم أحياء

تجعلهم إعصارا داميا

يقلع أرتال الزعماء

يكنس من صلبوا وطني

يكنس أزلاما سفهاء

يرجع أمجاد الماضي

وخيول العزة والهيجاء

كاتب وشاعر فلسطيني







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي