هَلُمِّي أيّتها الحياة!

2022-01-08

مارلين سعاده

في جوف الوحدة بدأ المخاض،

فرجَتِ الأوراق صفحاتِها البيض،

تأوّه الفكر، ناء تحت ثقل الأحاسيس المتناقضة،

تحت وطأة العمر الضائع والقناعات المتبدّلة بلا هوادة...

علا الصُّراخ، وتفاقم القلق!

كَرِهَ الفكرُ ساعةَ مولده؛ تساءلَ متى ينتهي عذابُه؟!

كيف يحتملُ هذا الرأسَ؟!

والرأسُ يسأل كيف يصمدُ مع هذا الفكر؟!

الفضاءُ كلُّه مشوَّش، السَّماء لا تثبتُ على حال!

الزَّمان ضائعٌ يبحث عن الحقيقة!

عقاربُ الساعات تتنكّر للوقت، ولعبةُ الحياةِ والموت تملأ السّاحات بضجيجها الأرعن.

الكلُّ يبحث عن الثّبات، ويزداد غرقًا في يمّ التحوُّلات العجيب!

الدوّامةُ تبتلع كلّ الحقائق، والضباب يلفّ الواقع، حتّى أفقده وجهَه، فأضاعه الناس!

أين اختبأَتِ الحياة مُخليةً الساحاتِ للموت؟!

موت الفرح، موت الجمال، موت الحقيقة، موت السَّلام...

هَلُمِّي، هَلُمِّي أيّتها الحياة،

هلمّي اِنهضي من مطامير التُّراب،

هلّمي فقد سئمنا العفن والنتانة يُحيقان بنا.

هَلُمِّي أنيري سماءنا بشمسك النقيّة، طهّرينا من أدران الموت، من الخيبة التي تُكفِّنُنا.

هَلُمِّي أزيحي الصّخرَ عن قبورنا المدلهمّة السواد، عن عقولنا المنخورة من دود الموت.

هلمّي أوقدي سرُجَ ضمائرنا المظلمة، أنهضيها من سُباتها، أرشديها إلى الخير.

هلمّي أفيضي ينابيعَ الحبِّ لتغسلَ عالمنا الملطّخَ بوحول براكين الحقد،

لمّعي وجوهنا المطليّة بأقنعة اليأس،

أزيلي عنّا غبار الخوف القاتل، وزيّني شفاهنا بابتسامات الرِّضا الشافية!

توهّجي من عيوننا، شدِّدي عزمنا، اِجمعي أوصالنا المتقطِّعة، وسيري بنا في دروب الخير...

أيّتها الحياة اِستفيقي!

سئمنا وحدتَنا واغترابَكِ!







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي