واشنطن تفرض عقوبات على الزعيم السياسي لصرب البوسنة بتهمة "زعزعة استقرار" البلقان

أ ف ب - الأمة برس
2022-01-06

 

 صورة مؤرخة في 14 كانون الأول/ديسمبر 2020 تظهر زعيم صرب البوسنة والهرسك في ساراييفو(ا ف ب)

فرضت الولايات المتحدة الأربعاء  5 يناير 2022م عقوبات مالية على الزعيم السياسي لصرب البوسنة ميلوراد دوديك، بتهمة "زعزعة استقرار" البلقان مع مشروعه الانفصالي الذي يثير مخاوف من العودة إلى النزاع في بلد منقسم على أسس اتنية.

وأطلقت الدول الغربية حتى الآن تحذيرات من دون أن تتخذ موقفًا حقيقيًا، غير أن واشنطن قررت أن تنتقل من القول إلى الفعل فيما تسارعت التهديدات في نهاية العام 2021 ضدّ المؤسسات المشتركة البوسنية التي نشأت على اثر اتفاق دايتون للسلام الذي وقع في الولايات المتحدة في 1995 واضعا حدا للحرب ومكرسا تقسيم البوسنة إلى كيانين هما جمهورية الصرب وكيان كرواتي مسلم.

وتستهدف الإجراءات العقابية التي أعلنتها وزارة الخزانة الأميركية "الأنشطة الفاسدة المزعزعة للاستقرار" التي يقوم بها هذا السياسي، العضو الصربي في الرئاسة الجماعية للبوسنة، وقناة "التيرناتيفنا تيليفيزيا" التلفزيونية الخاضعة "لإشرافه"، ومقرها في بانيا لوكا، كبرى مدن الكيان الصربي.

وستُجمّد أصولهما المحتملة في الولايات المتحدة واستخدامهما للنظام المالي الأميركي.

وفي عملية مُتزامنة، منعت وزارة الخارجية الرئيس السابق لهيئة قضائية عليا في البوسنة والهرسك ميلان تيجلتيا والنائب ميرساد كوكيتش من دخول الولايات المتحدة أيضًا بتهمة "الفساد".

في كانون الأول/ديسمبر، سرع ميلوراد دوديك تنفيذ مشروعه الانفصالي الذي وافق عليه برلمان جمهورية صرب البوسنة.

في 10 كانون الأول/ديسمبر، منح برلمان جمهورية صرب البوسنة المعروفة بصربسكا حكومة هذا الكيان ستة أشهر لبدء عملية انسحابها بشكل قانوني من ثلاث مؤسسات سيادية فدرالية مشتركة: الجيش والقضاء ومصلحة الضرائب.

- "رشاوى" -

وقد نددت القوى الغربية بالمشروع لكن ميلوراد دوديك الذي يشغل منصب عضو في مجلس رئاسة البوسنة والهرسك الثلاثي، يبدو اليوم مدعوما من روسيا.

وتضم الرئاسة الثلاثية هذه أيضا ممثلين عن مسلمي البوسنة والكروات فيها

وسمح  اتفاق دايتون للسلام بوضع حد لنزاع أسفر عن سقوط مئة ألف قتيل لكنه كرس انقسام البوسنة إلى كيانين جمهورية الصرب والكيان الكوراتي-المسلم.

وفي السنوات التالية، انشأت الدولة المركزية الضعيفة مؤسسات مشتركة من جيش وسلطة قضائية ومصلحة ضرائب وأجهزة استخبارات بضغط من القوى الغربية.

قال وكيل وزارة الخزانة الأميركية براين نلسون في بيان "إن الأنشطة الفاسدة المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها ميلوراد دوديك ومحاولاته لتفكيك اتفاقات دايتون للسلام، بدافع من مصالحه الخاصة، تهدد استقرار البوسنة والهرسك والمنطقة بأسرها".

وأضاف "لن تتردد الولايات المتحدة في العمل ضد الذين ينغمسون في الفساد وزعزعة الاستقرار والانقسام على حساب شعبهم، ولكن أيضا ضدّ الذين يجعلون مثل هذا السلوك ممكنًا ويسهّلونه".

وهدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشكل واضح، في بيان آخر، بفرض عقوبات على شخصيات أخرى.

وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، فإنّ ميلوراد دوديك "قوّض" مؤسسات البوسنة من خلال "الشروع في انشاء مؤسسات موازية".

واعتبرت أن "دوديك استخدم مهامه الرسمية" داخل مجلس رئاسة البوسنة والهرسك الثلاثي "من أجل إثراء نفسه من خلال الرشاوى وأشكال أخرى من الفساد"، مضيفةً "خطابه الاثني-قومي المثير للانقسام يعكس جهوده لتعزيز أهدافه السياسية وصرف الانتباه عن أنشطته الفاسدة".

وتستهدف واشنطن بعقوباتها أيضًا محطة التلفزيون الخاصة التي تملكها، بحسب الخزانة الأميركية، شركة "مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعائلة دوديك" والتي يمارس عليها شخصيًا "السيطرة وراء الكواليس".

ولم يقم ميلوراد دوديك الذي فرضت عليه واشنطن عقوبات في 2017، وزنا لهذه الإجراءات الجديدة وقال لصحافيين محليين "إن ظنوا أنهم يعاقبونني من خلالها فهم مخطئون جدا" واعدا الاستمرار "النضال من أجل الحقوق التي سلبونا إياها قبل 26 عاما".

ويتّهم الزعيم القومي الذي كان معتدلا في الماضي الدول الغربية بإضعاف جمهورية صربسكا من خلال تعزيز الدولة المركزية عبر فرض إصلاحات، في  بلد وصفه بأنه "مستحيل".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي