الحديقة عطشى لوردها الذابل

2021-12-23

نورالدين الطريسي

تتجسس عين الفراغ على نملة

والجداول تحذر من مائها

العناكب قد أسدلت فخها

والفراشات ضاحكة

تتلذذ بالمصيدة

وحده الورد من يقتفي

أثر العنكبوت

يأكل صيده ثم يحتسيان

كؤوس النبيذ

يجلس العنكبوت إلى وردة ناضرة

فيمص رحيق شجيراتها

تنتشي بالعذاب اللذيذ يحنط أغصانها

ثم يتركها هيكلا فارغا

تهجر ماءها وردة الفلوات

وهي عطشى إلى نارها الباردة

تنزع ظلها في الخلاء

ثم تلبس أقنعة من حديد

الحديقة تبحث عن زهرها الضائع

الحديقة متعبة

تستريح على خد تفاحة

والهواء مريض

على شعرها يضحك

ليتها ما اقتفت أثر العنكبوت

إلى حتفها

ليتها لم تذق سحرها

ليتها لم تذق سمها عسلا

يذبل الصوت في عين تفاحة

يذبل اللون في وجهها

والصدى يذبل تسقط منه

أوراقه اليانعة

تتعرى الفصول

نحلة ترتوي بعد طول غياب

والشتاء يرتب أعضاءه

قمر يتوسل أضواءه

نهر يتوسل أزهاره

والصدى يقتفي عورة جائعة

انتبه! إنها حفرة في الطريق

يبحث الماء عن لونه الغائب

في جناح شعاع اللهب

يتصالح ماء ونار

على زهرة ذابلة

يستعيد الشتاء حمامته الضائعة

يتلون جرح الخريف بحلو اللقاء

شوكة الملتقى تكبر في المحطات

زهرة وحديقة

تتسول ماء غيابها

تتوسل وردتها

كي تصالح أيامها الغائبة

يرجع الصيف أنهاره الذابلة

ما ارتوى قلبه من شعاع الصدأ.

شاعر مغربي







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي