القادمون من ظلمات الحروب الى شاهق النصر وعنان السلام - عبدالناصر مجلي

2021-12-13

القادمون من رماد الرماد
الصاعدون الى خافق المزن
والمحلقون في سموات من برق وصواعق
ليزرعوا على شفاهنا بعرقهم المسك
أزهار الانتصار الكبير والمرتقب
العابرون فوق أمواج الغضب
والعثرات و غامض الاحزان
السابحون عكس تيار الانكسار
والمتجاوزون لكمائن الغدر والاحقاد
السبّاقون بعزمهم المفولذ
الى حيث لم يسبقهم أحد
فيلق النصر اليماني الكبير
المدجج بأصائل العزم وقلائد الريحان
الذين أولهم فضة الفجر الزاهية
وآخرهم ذهب العز المؤصل ومنتصف النهار
الغاضبون
العاصفون
الرائعون
الذين لم تكسرهم عاديات الحروب
ولم تخفهم جحافل الحرائق وغبار الغبار
كتيبة الفجر اليماني المظفرة
وما لم تقله كمائن الفتك
في زحفهم المظفر الى شاهق المدار
سبئيون كُرّار لاشبيه لهم
وأشبال عز متين وغالي جواهر.
هم الضؤ كله في آخر نفق المواجع
وهم أمطار الغيث المنتظر بعد سبع ثقال
كأنهم المزن المنهمر بأصل الحياة
الى جفاف صحارى وخمط وشوك وعلقم.
أسميهم فيالق الصبح اليماني الأغر
اسميهم مشاقر فرح ومسك وعنبر
أسميهم أغنية أروت بلحنها السبأي
أكباد عطشى لفرح مستحيل تحقق الان.
ما أروعهم في هباتهم الكبرى التي لاتُعد
هم اليمانيون الكبار الكبار
أن قاموا وإن جلسوا
وكبار وكبار وكبار وكأن لاسواهم كبار.
من بارود وشظايا وحالك أحزان ومواجع اقبلوا
تلمع في عيونهم اليمانية
براءات ساطعة ودعوات سلام
وتضج بين أضلعهم أسود غاضبة
وفيالق بأس ونهايات هزائم
كأنهم هم وليس سواهم من على أيديهم
تحققت كل المستحيلات دفعة واحدة
واستجابت لزحفهم الكبير الى المجد المستحق
خافقات الطير وجوامع الأقدار
سيوفنا اليمانية الفاتكة لكمائن الخوف
ونخيل قيامنا الكبير الكبير
الذي يستيقظ من أوجاعه الان.
ما أروعهم
ما أبهاهم
وما أجمل عطاياهم
كأنهم كل الجود والموجود
كأنهم خالص الأمجاد
وما لم يُكتب بعد
في صحائف الفخار .







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي