هكذا تقول فتاة الماء

2021-11-24

أحمد رافع

بمهل كان يدفعني

نحو الجليد اللائذ بالصمت

وبقوةٍ كان يشعلني

هكذا قالت فتاة الماء للقارب!

لكنه الحريق

أو لسانِ النار كيف يهسهس في النهر؟

ومن يصغي للجداول إذ تحرثُ المدينة

وتستعيد وجه القرية حيثما تكون

حيثما تريد فتاة الماء

أن تفرش الضفاف بالفراشات

وتغطي فضيحة القبلة بالسيسبان

من يعتلي الجدار غير الصحيح القائل بالصبار

يذود هوَ

القارب الذي لم يعكر مزاج المياه

ولم يمحُ ألوانه في الغروب

وهيَ تبقى تنوح

فتاة الماء!

من فمها المفتوح تبدّى الشلال

فاغتسلت الصخور من يبابها الطويل

وراحت تقول:

لم نعد في السكون

صرنا عرائس جديدة للقناطر

فمعبر المياه لملمَ التيه ورتق الجراح

يحدّه الضباب

النازل من تلة الظلام

والغيمةُ لم تلد حين تأتأ النهر عن آخر الجفاف

ونهاية الرياح في ساعةِ الذبول

تغفو على الغصون

ولا تخضب الزجاج بدمعةِ الفتاة

للدمع ألوان ولونه يباح

ومنزل الرموش يهدهد البكاء

فتصبح الدموع من ندى خفيف

يُعلقُ على شرفةِ المساء

إذ ما اجتاحه رملُ العتاب

فيهدأ الإعصار يغفو على المنديل

هناك تبقى للريح ذاكرة تخون

وهنا للماء قارب يعيش على اللهاث

وأذرعه حقاً تسافر لم تأبه لدمع الحشائش

آهٍ للمجدايف ينخرها السوس

لما تصفعها الضفاف

لما تجيء للموئل الجديد

لنهايات الضفيرة إذ تسدلُ الغروب

وتغطيـه

ذلك الساحل بالضباب

كيما تصعد الرمال على مشد الضفيرة

فيتيه البحر ويتعرى الساحل من ثوبه الفضفاض

من لها الفضيحة التي تغلبُ سبات الأسماك

ومن كان يعصر بيديه الأمواج

للبعيد دخان يروم التكاثر

وللقريب فقاعة تتوسد بين الأصابع

هنا أم هناك

في الغيمةِ الغافية وصوتها المرتاب

فكركرت حتى ذوى المنقار

قد كان كالمنشار تمشي به الجفون

ويخرج المحار

من سالف الأزمان فينتشي الوهاد

قد قرقرت حمامة في جنح الصباح

له عند السادسة فضفضةُ العصفور

في السابعة أنساه

وحين تدقُ الثامنة والنصف

هناك في الجامعة ننتظرُ القرار

في زحمة الوقت

أن يرسم المياه وتطلقُ النافورة وجهها المدرار

فننسى الدروس وتخسرُ الأحداق

شاعر من العراق







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي