عمان وتل أبيب يوقعان في دبي إعلان نوايا للتعاون في الطاقة الشمسية وتحلية المياه

ا ف ب
2021-11-23

لقطة جوية لنهر الأردن بمحاذاة الحدود الأردنية مع الأراضي الإسرائيلية في 15 تموز/يولي 2021(ا ف ب)

وقّع الأردن وإسرائيل في دبي الاثنين 22 نوفمبر 2021م  إعلان نوايا للتعاون في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتحلية المياه، في خطوة جديدة من شأنها أن تحسن العلاقات بين البلدين.

وتبدأ دراسات جدوى المشروع العام المقبل، وستشارك الإمارات العربية في تمويل التعاون، بينما رعت الولايات المتحدة توقيع الإعلان.

وتنص الاتفاقية على أن يعمل الأردن على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لصالح إسرائيل، بينما ستعمل الدولة العبرية على تحلية المياه لصالح الأردن الذي يعاني من الجفاف.

والأردن من أكثر الدول التي تعاني نقصا في المياه، إذ يواجه موجات جفاف شديد. وبدأ تعاونه مع إسرائيل في هذا المجال قبل معاهدة السلام الموقعة في 1994.

وكذلك تعاني إسرائيل من الجفاف. إلا أنها تملك تكنولوجيا متقدمة في مجال تحلية مياه البحر.

ويرى خبراء أن التعاون بين إسرائيل والأردن في مجال الموارد المائية ينتعش تحت ضغط التغير المناخي الذي يتسبب بموجات جفاف تزداد حدة، ما قد يلعب دورا أيضا في تحسين العلاقات بين البلدين على صعد أخرى.

ووقّع على الإعلان في معرض "اكسبو دبي 2020" وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار ووزير المياه والري الأردني محمد النجار، في حضور الموفد الأميركي للمناخ جون كيري والمبعوث الإماراتي للمناخ سلطان الجابر، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الحكومية.

وأكد المبعوث الأميركي جون كيري أن "الشرق الأوسط في صدارة المناطق المتأثرة بتبعات أزمة المناخ، ويمكن لدول المنطقة التغلب على هذا التحدي من خلال تعزيز التعاون والعمل المشترك".

ونقل البيان عن الحرار قولها "مع اختلاف احتياجات وقدرات بلدينا، يمكننا تحقيق التكامل ومساعدة بعضنا في التصدي للتحديات (..). فالأردن يمتلك مناطق شاسعة تتسم بوفرة أشعة الشمس، وهي مقومات مثالية لنشر حقول ألواح الطاقة الشمسية وتوظيف حلول توليد الطاقة وتخزينها. في المقابل تمتلك إسرائيل محطات تحلية مياه يمكن أن تساعد الأردن في مواجهة مشكلة شح المياه لديه".

ومن المقرّر أن تقوم شركة إماراتية ببناء محطة الطاقة الشمسية في الأردن لتوليد الكهرباء لإسرائيل. ولم تكشف الأطراف المعنية بالاتفاقية عن تكلفة المشروع.

وبحسب بيان مشترك، ستوفّر محطة الطاقة الشمسية 200 ميغاوات من الكهرباء لإسرائيل، فيما ستزوّد إسرائيل الأردن بما يصل إلى 200 مليون متر مكعب من المياه سنويا.

في عمان، قال مساعد أمين عام وزارة المياه والرّي الأردنية عمر سلامة في بيان منفصل إنَّ "توقيع الإعلان ليس اتفاقاً لا من الناحية الفنيَّة ولا القانونيَّة، والمشروع لن ينفَّذ دون حصول الأردن على هذه الكميَّة من المياه سنويَّا".

وقالت الحرار الاسبوع الماضي إنّ مذكرة التفاهم "خطوة تاريخية في المعركة الإقليمية ضد آثار أزمة المناخ"، واصفة إياها بأنّها "أهم اتفاقية موقعة مع المملكة الأردنية منذ توقيع اتفاقيات السلام" في 1994.

- أولوية للاردن -

وجعل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت تعزيز العلاقات مع عمّان أولوية منذ توليه السلطة في حزيران/يونيو.

وتعترف الدولة العبرية بموجب معاهدة السلام الموقعة مع المملكة عام 1994 بإشراف الأردن على المقدسات في القدس الشرقية المحتلة.

وبدأت مؤشرات حول تحسن العلاقة بين البلدين تظهر منذ تمّت الموافقة في تموز/يوليو على أكبر صفقة للمياه على الإطلاق بينهما، بعد جمود طرأ على ملف المياه في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو، وفتور في العلاقات الأردنية الإسرائيلية تخلله توتر حول ملفات أمنية ومسائل فلسطينية.

ويُلزم اتفاق تموز/يوليو إسرائيل ببيع 50 مليون متر مكعب إضافي من المياه للأردن.

وفي تشرين الاول/أكتوبر، وقّع الجانبان صفقة تسمح للأردن بشراء مياه إضافية بسعر 65 سنتًا للمتر المكعب لمدة عام واحد، مع خيار شراء الكمية نفسها لمدة عامين آخرين ولكن بسعر أعلى قليلاً.

وأبرمت إسرائيل العام الماضي اتفاقات تطبيع مع أربع دول عربية هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

وكانت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية توقع اتفاق تطبيع للعلاقات مع الدولة العبرية بعد الأردن (1994) ومصر (1979).

وتتطلّع الإمارات وإسرائيل إلى جني ثمار التطبيع وتحقيق أرباح سريعة بعد التداعيات الاقتصادية السلبية محلياً لأزمة تفشي وباء كوفيد-19، وقد وقعت الدولتان اتفاقات في مجال الإعفاء من التأشيرات والسياحة والمال وغيرها.

وتقود الإمارات دول الخليج في قطاع الطاقة الشمسية حيث تقوم منذ سنوات ببناء مجمعات ومحطات ضخمة في صحاريها لتوليد الكهرباء من ألواح الطاقة الشمسية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي