وَقلتُ…

2021-11-10

مليكة فهيم*

 

قلتُ؛
وأنا أَكْنِسُ عَتبات القلبِ
عَلَّني أرْسُمُ مَمَرّا
لِتنْهيدَةٍ طَويلَة
فِي لَيْلٍ جَائِع
لَيْلٍ أصِيل
ليلٍ يَتَفقَّد خُيوطه بِنُدوب
فائِقَة اللَّمَعان:
لا شَيء…
سِوى ذِئاب تَعْوي
كَوابيس…
تَتَسَكَّع في مَهَبِّ الرّيح.
وتِلْكَ المَرْأة،
في الرُّكن القصِي من الخَلاء،
تَعْزِفُ مَعَ الأشْباح
أُسْطورةَ طائرِ الرُّخ
تَهْمِسُ في أذنِ الورْدة
حِصَّتَها مِنَ العَويلِ الأزْرَق
يُطارِدُها غَبَش الوَقْت
وأجْراسُ الكَنائِس،
تُمَشِّط زَوايا الرُّوح
تَحْضُن أهْدابَ الصَّمت..
صَمْتٌ طَريُّ المَذاق
هَشٌّ أَليف.
كانَتْ تُهَدْهِدُهُ كطِفْل
تَشُدُّهُ من أذنَيهِ الكَبيرتينِ،
ليُضيءَ قارِب البَحَّار
تَتَّسِعَ حدائق الآلِهة
تَنْكَتِب الأسْطورَة
بحِبْرِها السِّري
لتَرتَعِش السَّماء…
فكيفَ يَجِفُّ العِناقُ
تحتَ لحافِ زُرقتكَ
يَا ألله؟
ولغْزُ الطُّرُقاتِ المُبَلَّلة
يُطارِدُني
يُطاردُني…

*شاعرة مغربية
* اللوحة المرفقة "طلسم أحمر" للفنان التشكيلي المغربي أحمد الشرقاوي

 






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي