"شارع المنافقين" كوميديا جزائرية عن الجشع في زمن الوباء

2021-10-22

 لا شيء لديك عندي

الجزائر – عرض المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي بالعاصمة الجزائر على امتداد ليلتين متتاليتين الخميس والجمعة، مسرحية “شارع المنافقين” للمخرج أحمد رزاق، وهي كوميديا اجتماعية ساخرة تعجّ بالرمزية والدلالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ويعالج هذا العرض، وهو من إنتاج المسرح الوطني الجزائري، تداعيات النظام البنكي العالمي وتأثيراته على المجتمعات بإسقاط محلي، وهو بمثابة رصد مسرحي للنتائج السلبية للاستدانة التي تفرضها الهيئات المالية العالمية.

وقدّم العمل الذي افتتح بأغنية الفنان الراحل دحمان الحراشي “لا تسالني ولا نسالك” لوحات كوميدية كاريكاتورية مريرة لظاهرة النفاق الاجتماعي وتشتّت العلاقات الإنسانية من خلال ظاهرة الاستدانة وما يدور في فلكها، كما رصد بوعي تناقضات المجتمع.

وتدور أحداث المسرحية التي امتدت لما يزيد عن الساعة من الزمن داخل فندق “السعادة” البائس الواقع بشارع “المنافقين”، أين ترتسم مواقف هزلية لشخوص تفوح منها روائح الكذب والنفاق من أجل استرداد المال، الذي استدانه كل واحد من الآخر على غرار الجزار “الوردي” وصاحب الفندق “مداني” والحلاقة “ساسية” والعشيقة “شريفة” فيدخل الجميع في دوامة كبيرة من أجل استرجاع أموالهم.

ونجحت الرؤية الإخراجية لأحمد رزاق الذي اعتمد على خشبة دائرية متحرّكة يقف عليها الممثلون في تشكيل أجواء من المتعة والفرجة بإسقاطات سياسية واجتماعية عديدة، حيث نجح الممثلون في تقديم عمل جماعي موفق تفاعل معه الحضور بحماس.

ومع توالي الأحداث يكتشف المشاهد وجود رابط يجمع الشخصيات وهو الكذب والنفاق الذي نسج خيوطه كشبكة في أنفسهم الجشعة، ليختتم العرض بأداء جماعي لأغنية الفنان الراحل كمال مسعودي “يا حسراه عليك يا الدنيا” وتقديم مصير شخوص المسرحية كـ”وردة” التي أصبحت كاتبة و”ساسية” التي تزوّجت بكولونيل وصارت نائبا في البرلمان.

وتقاسم أداء المسرحية التي فضل مخرجها توظيف اللغة الدارجة البسيطة في حوارات شخصياتها العديد من الممثلين على غرار حميد عاشوري وسميرة صحراوي وكمال زرارة وياسين زايدي ونسرين بلحاج وعديلة سوالم.

فندق "السعادة" يوزّع البؤس على الجميع

وأعرب المخرج رزاق عن سعادته بهذا العرض، موضحا أن فكرة المسرحية “مقتبسة عن نص عالمي يُعالج موضوع الاستدانة في زمن الأوبئة والأزمات الاقتصادية الحادة”، مضيفا أنها بمثابة “نقد للنظام المالي العالمي والبنوك العالمية التي جعلت الإنسان رهينة منظومة مالية أكثر منها سياسية، ففقد إنسانيته وصار منافقا جشعا”.

ومن جهته قال الفنان كمال زرارة الذي أدّى دور “الوردي” بشخصيته المنافقة والجشعة إن هذه المسرحية “كوميديا سوداء تنتقد شريحة من المجتمع تربط بين أفرادها علاقات مادية بحتة وتبني سعادتها على تحصيل المال وجمعه بشتى الطرق”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي