حجرٌ يُضيء

2021-10-18

محمد المليحي/ المغرب

عبد الكريم الطبال*

 

في النهايةِ

أرسمُ شاهدةً

فوق قبر غزالْ

ثم أبكي عليهْ

فقد كان قبل الرصاصةِ

مُختلفاً عن سواهْ

يطيرُ إذا شاء

دون جناحْ

يحبُّ السنابلَ

حتى الجنونْ

يُغمغمُ بالشِّعرِ

حين يرى الاخضرارْ

على العشبِ

أو في خيال الغمامْ

وحين يرى الازرقاقْ

على النبعِ

أو في احوِرار السماءْ

له لطفُ نرجسةٍ

يَتَأوَّدُ

عند الورود إلى الماءِ

عند الصُّدور إلى الرملِ

له قبسٌ بين عينيهِ

يُبصرُ ما لا تراه البصيرةُ

في الشجر المختفي

في فجيجِ الظلامْ

له وجه تفاحةٍ

ويدانِ من الوردِ

والقلبُ

بحرٌ صغيرٌ

يئنُّ

يثورْ

كأنَّ به مسَّ داليةِ

تراه عياناً

تراه خيالاً

هو الواحد المتعدِّدُ

مُلتبسٌ

كالرَّذاذ البعيدْ

*

في النهايةِ

أرسم شاهدةً

فوق قبر الرصاصةِ

ثم أزغردُ ملءَ الرياحْ

فقد صعد الطفلُ

من رمسهِ

مثل شمسٍ

وفي يده حجرٌ

سيضيئ على الأرض

حتى الأبدْ

 

  • شاعر من المغرب

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي