مهرجان التراث الفلسطيني في لندن.. تعريف بالقضية وحفاظ على الهوية

2021-10-17

 مهرجان التراث الفلسطيني في لندن- العربي الجديد

كاتيا يوسف

نظم "منتدى التفكير العربي" في لندن أمس السبت "مهرجان التراث الفلسطيني"، وسط حضور كثيف ومشاركة واسعة من الجالية الفلسطينية والعربية، وممثلين عن جمعيات بريطانية مساندة لفلسطين.

وكانت أجنحة المعرض المتعددة كفيلة بالتذكير والتعريف بالتقاليد والثقافة والعادات الفلسطينية، منها الأفلام والمطبخ المتنوّع، والمطرّزات الفلسطينية، والكتب والعملات التاريخية التي تشهد على وجود دولة فلسطين. كذلك تخلّل المهرجان حوار مفتوح مع عائلة الكرد المقدسية، وحفل للفنان الفلسطيني سعيد سلباق وحفل توقيع كتاب المنتدى الجديد "الفلسطينيون ومواجهة مشاريع التصفية".

"الشعوب المتجذّرة قادرة دائماً على الاستمرار والتصدي... والقضية في النهاية هي معركة هويّة وليست معركة مادية فقط. ما يحدث اليوم في لندن هو رد فعلي على كل مشروع إسرائيلي" يقول حسام زملط السفير الفلسطيني في بريطانيا، لـ "العربي الجديد".

ويشدد زملط على أهمية هذه الفعاليات ويقول "إنّ وجود أجيال مختلفة اليوم من الأطفال إلى كبار السن، إنّما ينقض النظرية الصهيونية، التي تقول إنّ المسن الفلسطيني سيموت وإنّ الطفل سينسى. الصغير لن ينسى ما دام هناك تواتر في هذه الأجيال وتناقل لهذه الحضارة العريقة والجميلة. وإنّ نشاط أهلنا المستمرّ وبشكل دوري في الشتات، واللجوء، والمنافي وفي بريطانيا يعمّق انتماءنا الوطني وهويتنا".

كما يعرب السفير الفلسطيني عن اعتزازه بهذا النشاط، وهذا الزخم  من الحضور الفلسطيني والعربي والبريطاني ولجان التضامن.

بيد أنّه يشير إلى أنّ فلسطين حاضرة دائماً، خصوصاً في الجانب الثقافي، فعلى سبيل المثال خلال الأسبوع الماضي أقيم أوّل مهرجان ثقافي فلسطيني في اسكتلندا، حضره عدد كبير من الفلسطينيين والعرب. وفي الشهر المقبل يُنظَّم مهرجان ثقافي فلسطيني يسلّط الأضواء على السينما والأفلام الفلسطينية، كما سيقام مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن قريباً.

من جهته يقول محمد أمين رئيس منتدى التفكير العربي لـ "العربي الجديد" "إنّ هناك ثلاثة أهداف رئيسة لمهرجان التراث الفلسطيني، وهي التعريف بالقضية الفلسطينية والتراث والهويّة، التي هي جزء من معركة اليوم، حيث يحاول المشروع الصهيوني استهداف الرواية الفلسطينية، والقول إنّ "فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

ويضيف "نحن نقول اليوم كفلسطينيين، سواء كنا في فلسطين أو في أوروبا أو في بريطانيا، وبغض النظر عن أي جوازات نحملها، إنّ قضية فلسطين تبقى دائماً حاضرة معنا، وها نحن نعرضها في وسط لندن عاصمة البلد التي صدر منها وعد بلفور. ونحن نقول إننا كفلسطينيين وعرب متمسكون بالقضية الفلسطينية، ولدينا تراث وثقافة وهوية وحضارة نعرّف أجيالنا بها. هذه الأجيال التي قالوا إنّها ستنسى القضية".

مهرجان التراث الفلسطيني في لندن- العربي الجديد

يؤكّد أمين أنّ المعارك الثقافية ليست هامشية حتى لو اقتصرت على محاولة الإسرائيلي سرقة أنواع من طعامنا مثل الفلافل والحمص. ويضيف "لقد سرقوا الأرض وطردونا من بلدنا، واليوم يحاولون سرقة تقاليدنا وتراثنا... مهرجان اليوم يشمل الموسيقى الفلسطينية والزعتر والزيت والعملات الفلسطينية التي بينها جنيه فلسطيني يعود لعام 1920 مصدّق من حكومة الانتداب البريطاني، وهي الحكومة ذاتها التي أقامت دولة الاحتلال الإسرائيلي وما تزال تقول إنّ لا وجود لفلسطين".

أمّا البروفيسور كامل الحواش رئيس "حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا"، فيقول لـ "العربي الجديد" إنّ وجود مهرجانات ثقافية عربية مهم جداً للأطفال، ليتذكروا روابطهم بمكان آخر، خاصة الجيل الذي ولد في هذه البلاد ويعتقد الكثير منهم أنّهم إنكليز... وبالنسبة لفلسطين يعد إحياء التراث والمهرجانات الثقافية مهماً للغاية، لأنّ إسرائيل تعمل وتطمح ليس فقط لطمس الوجود الفلسطيني بل التراث والهوية أيضاً".

يشير الحواش إلى أنّه تحدّث خلال مهرجان التراث الفلسطيني مع نبيل الكرد من حي الشيخ جرّاح في القدس عبر سكايب. لافتاً إلى أنّ ابنيه التوأمين محمد ومنى كانا أوّل من أطلق وسماً دعا لإنقاذ الشيخ جرّاح عندما بدأت الأحداث.

مهرجان التراث الفلسطيني في لندن- العربي الجديد

يقول الحواش إنّ هذا المهرجان أتاح فرصة نقل ما يجري في الشيخ جراح بصورة أوضح لعدد من الإنكليز الذين حضروا اليوم، وسلّط الضوء على المخطط الذي يقضي بتهجير الفلسطينيين من بيوتهم لتتولى جمعية استيطانية من أميركا مهمة هدم منازلهم الـ 28 وبناء ثلاث عمارات مكانها لليهود فقط. ويعلّق: "على الرغم من ذلك ينفي الإسرائيلي أنّ هناك تطهيراً عرقياً".

ختم المهرجان عدد من الباحثين تناولوا كتاب المنتدى الجديد "الفلسطينيون ومواجهة مشاريع التصفية". وناقش الباحثون في الكتاب طروحات عدد من المفكرين حول أزمة المشروع الوطني الفلسطيني، منهم المفكران إدوارد سعيد وعبد الوهاب المسيري.

كما ناقشوا الطروحات المتخصصة حول فكرة تغيير وظيفة السلطة الفلسطينية التي قدمها المفكر عزمي بشارة في كتابه الأخير الذي فصّل فيه بشأن تغيير وظيفة السلطة، ودعا فيه للاشتباك مع المشروع الصهيوني كمشروع نظام فصل عنصري، وعدم التيه في البحث عن رزمة الحلول التي تطرح من وقت لآخر.

مهرجان التراث الفلسطيني في لندن- العربي الجديد

احتوى الكتاب على فصول متعددة، قدم فيها الكاتب والباحث الفلسطيني محمد أمين ورقة حول "معضلة السلطة بين الحل وتغيير الوظيفة"، فيما جاءت ورقة الباحث والكاتب الفلسطيني معين الطاهر: "حول مواجهة قرار الضم والإجابة على سؤال ما العمل في المشروع الوطني الفلسطيني"، أما الباحث الفلسطيني محمد عايش فاختار أن يخصص ورقته للبحث في مستقبل القضية الفلسطينية بعد انتهاء حقبة ترامب، فيما بحث الأستاذ بجامعة لندن عاطف الشاعر في "ثقافة صفقة القرن"، أما الكاتب والباحث الأردني طارق نعيمات فجاءت ورقته تحت عنوان "الأردن والمتغيرات في المنطقة فيما يخص القضية الفلسطينية".

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي