قطار الجنوب

2021-10-08

جاسم عاصي*

 

وبنا تهمي عجلات الموت

أو عربات ينحشر داخلها العُريانين

تخترق نار الصحراء

وبهجة تموز القائظ

فالأجساد تتراصف كالسردين

وأنين العجلات الطاغي

يدور..

والوهج مثل التنور

الموت خلاص

وفيافي الصحراء طريق

فلماذا تضجر هذي الأجساد؟

أمن وجع تشعر؟

والجري سريع

يتناغم فينا صرير العجلات

لا الموت يأخذنا

ولا الطرقات

لا الألم الثابت فينا

ولا الصبوات

كتلٌ من لحم مفروم

ومصير محتوم

والثقب قاب قوسين منا

ولا أخوة ليوسف في مدننا

فالكل من نسل يعقوب

ويوسف مرآة الكلِ

هي لحظة

إن فاتت

ماتت فيها الأشذاء

كلٌ يأخذ شهادته.. ويدور

في فلك ميسور

ولحم يتآخى في وهج

دارت فينا الدنيا

وصداها يذبح لهفتنا

تراخت من فرط محبتنا الأجساد

مثل مرايا مصقولة

ومغسولة

تدور..

نحن في الحلبة الأبطال

ونحن الجمهور

سقط اللحم على اللحم

لم يبق على القارعة

سوى العجلات

وأنين القاطرة الثكلى

والزمن المفروم

لن ينبس أو يسأل أحد ٌ

من أين؟

وإلى أين نروم؟

وإلام ستؤول فينا البريّة هذي؟

وماذا يجري في الفلوات؟

موت يتربص فينا والنزوات

أشرعة تأتي إلينا كي نرحل

فإلام يدوم رحيل الأجساد

على أرض الأجداد؟

وإلام يشتد القيظ؟

وإلام الجري حثيثاً هذا اليوم؟

ساح النهر من تحت الأقدام

وتعثرت الأجساد بالأجساد

وانكفأ سريان الأحلام

باحثة في ثقب الجدران

حديد هذي الجدران

خدر ودبيب نملٍ وضباب وهوام

ظمأ سحق الإنسان..

على مرأى من مرأى الإنسان

وعيون ظمأى

للموت العريان

سارت فينا العربات

وسرنا في ركب الفلوات

فاختلط الزمن فينا

وتهاوت من بعد الطرقات

أين صرير الريح

فالموت طريق؟

يا عربات الموت هزي

كي نتساقط رطبا

للمجروحين

هزي .. هزي .. وهزي

فمن أين يجيء الموت

ونحن قيام

فلا ثقب في الجدران

تتساقط الأجساد

من نخل هذبه الإنسان.

يموت الإنسان

وقلب الله كبير

هيهات.. هيهات..

يموت الإنسان

 

  • شاعر عراقي






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي