الإيدز يواصل تقدمه في أوروبا الشرقية في ظل تفشي كورونا

2021-10-03

تباطأت جهود مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، في ظل التركيز على مواجهة جائحة فيروس كورونا في أوروبا الشرقية التي تسجل أعلى معدلات الإصابة في القارة الأوروبية

في أحد شوارع العاصمة الرومانية بوخارست، يتجمع مدمنو المخدرات حول سيارة إسعاف لجمع الحقن المستعملة، بينما تجول ألينا شياو، من الجمعية الرومانية لمكافحة الإيدز، ثلاث مرات في الأسبوع في الأحياء الحساسة في بوخارست لمساعدة الأشخاص المعرضين للخطر وتزويدهم بمعدات معقمة لتجنب خطر انتقال العدوى.

لكن المخزون بدأ ينفد وباتت الجولات أقصر. فبسبب نقص الأموال العامة في ظل تركز كل الجهود على مكافحة فيروس كورونا، قد تُضطر سيارة الإسعاف إلى البقاء في المرآب بعد شهر، بحسب شياوز

وتسأل زميلتها أدا لوكا الغاضبة من تقاعس الحكومة في هذا الموضوع "ما الذي يكلف أقل؟ شراء حقنة أو علاج مريض طوال حياته؟".

وحتى قبل الأزمة الصحية، كانت بلدان الكتلة الشيوعية السابقة من الأكثر تضرراً على هذا الصعيد: ففي عام 2019، استحوذت أوروبا الشرقية على 76% من حالات الإيدز التي تم تشخيصها في القارة العجوز، بحسب المركز الأوروبي للوقاية والسيطرة على الأمراض. وقد جاء تفشي فيروس كورونا ليفاقم الوضع المعقد أساساً.

تحديات جديدة

ويوضح منسق الصليب الأحمر في أوروبا دافرون مخمدييف لوكالة فرانس برس أنه "بالإضافة إلى وصمة العار التي لا يزال يعاني منها الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية في بلدان كثيرة، أضافت الجائحة تحديات جديدة".

فمع إغلاق المستشفيات أمام المرضى غير المصابين بكوفيد، وتدابير الإغلاق والقيود على التنقلات، "تم تقييد الوصول إلى خدمات الفحص والتشخيص"، وفق مخمدييف.

وبحسب برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، تم إحصاء 140 ألف إصابة جديدة بفيروس "إتش آي في" في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في عام 2020، مقابل 170 ألفاً في عام 2019.

ولا يؤشر هذا الانخفاض إلى حدوث تغيير في الاتجاه السائد، بل يعكس تباطؤاً "مفاجئاً" في عدد الفحوص، وفق هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وشهدت رومانيا التي يبلغ عدد سكانها 19 مليون نسمة وتضم حوالى 17 ألف مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، انخفاضاً في عدد الاختبارات بمقدار الثلث عام 2020.

والحال عينها في بلغاريا المجاورة، حيث يأسف ألكسندر ميلانوف من المنظمة الوطنية للمرضى لأن "المراكز الصحية الإقليمية أُغرقت بفحوص كوفيد-19 وبالكاد أجرت أي اختبارات لرصد فيروس إتش آي في".

التفكير بالانتحار

من خلال تعطيل سلاسل الإمداد اللوجستي، عقدت الجائحة أيضاً حصول المرضى على الأدوية، بحسب مخمدييف. ويشكل ذلك تحدياً إضافياً يواجهه الرومانيون المصابون بالإيدز، فيما تجد المستشفيات نفسها في أحيان كثيرة من دون علاجات، في هذا البلد الذي تُعتبر ميزانيته المخصصة للصحة الأدنى في الاتحاد الأوروبي.

ويرى خبير المعلوماتية البالغ 28 عاماً ألكسندرو تانتو المصاب بفيروس "إتش آي في" والمقيم في بوخارست أن حجة نقص الموارد "واهية".

ويقول الشاب لوكالة "فرانس برس": "نحن غاضبون لأننا نشعر بأننا متروكون"، في إشارة إلى المرضى الذين قد يؤدي غياب أو تأخير العلاج عنهم إلى "عواقب لا يمكن إصلاحها".

ولم ترد وزارة الصحة الرومانية على أسئلة وكالة فرانس برس، لكن الأطباء قالوا إنهم ينتظرون الدفعة الأولى من الأموال بعد موافقة الحكومة على تمديد الميزانية.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي