"المسرح القومي": من غاليلي إلى تشيخوف

2021-09-30

يستند المخرج المصري أكرم مصطفى في مسرحيته ""فريدة" التي تُعرض عند السابعة من مساء اليوم الخميس في "مسرح الطليعة" بالقاهرة، إلى نص أغنية البجعة لأنطون تشيخوف، لكنه يلجأ إلى بطولة نسائية لتقديم الشخصية التي ابتدعها الكاتب الروسي حول ممثل مسنّ انحسرت عنه الأضواء، ويقف على خشبة مسرح خالٍ من الجمهور في ليلة تكريمه، ويبدأ بالحديث عن حياته وموهبته وحبّه وموته، ويعيد التفكير في السنوات الماضية.

المسرحية تقدّم ضمن تسعة عروض يتضمّنها برنامج الدورة الرابعة عشرة من "المهرجان القومي للمسرح المصري" لهذا اليوم، وبُنيت على مجموعة من المونولوغات لممثلة في عقدها السابع تؤديها على الخشبة بعد انتهاء ليلة تكريمها ومغادرة الجمهور، حيث تستذكر خيباتها في الحب وإحباطها ووحدتها، لتفرط بالشرب وتموت في أثناء تمثيلها دورها الأخير الذي لم يشاهده أحد.

وتُعرض اليوم أيضاً "التجربة الدنماركية" على "مسرح الجمهورية"، وهي نتاج ورشة ارتجال قام بصياغتها وكتابتها وإخراجها صلاح إيهاب، وتروي قصة شاب يستعد لتحقيق حلمه بالوقوف على المسرح مجسداً شخصية هاملت أمير الدنمارك في النص الشكسبيري المعروف، لكن والده يعارض امتهانه التمثيل الذي يرى أنه من دون جدوى.

أما عرض "وهنا القاهرة"، من تأليف وإخراج رشا الجمال، فيُعرض في "الجامعة الأميركية"، ويناقش جملة قضايا شغلت الشباب في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته، ولا تزال حاضرة بقوّة حتى اليوم من خلال برنامج من ستّ لوحات قصيرة تتناول بأسلوب ساخر قصص شخصيات تنتمي إلى طبقات وأعمال مختلفة.

وعلى خشبة "مسرح الطليعة" أيضاً، يعيد ناصر عبد المنعم تقديم رواية "أحدب نوتردام" للكاتب الفرنسي فيكتور هوغو، في مجموعة من اللوحات الاستعراضية تبدأ بفلاش باك يُسترجع فيه مآل أزميرالدا، الفتاة الفاتنة، والأحدب كوازيمودو الذي وقع في حبها ولم يتوان عن التضحية بحياته في سبيل إنقاذ حياتها حين حاول القسّ الاعتداء عليها، وتنتهي الأحداث بإعدامها ثم قتل القس على يد كوازيمودو.

بدوره، يستعيد عمرو صلاح الدين شخصية العالم الإيطالي غاليليو (غاليلي) في مسرحيته "لكنها تدور" التي تُعرض في "مسرح العرائس"، حيث تقدّم محاكمته عند إصداره لكتاب "حوار بين منظومتين رئيسيتين" الذي يثبت فيه أن الأرض هي التي تدور حول الشمس، لا العكس، وأن الأرض ليست مركز الكون، وهو ما يعارض معتقدات الكنيسة آنذاك.

إلى جانب عرض مسرحيات "أحدهم" للمخرج محمد عماد على خشبة "مسرح ميتروبول"، و"الجانب الآخر" من إخراج هاني راجح في "المسرح العائم"، و"أنا مش مسؤول" من تأليف محمد عز الدين وإخراج محمد جبر في "مسرح الهوسابير"، و"ديجافو" من إخراج أحمد فؤاد الذي أعدها عن نص للكاتب السويسري أوليفيه شاشياري وتعرض في "مسرح الهناغر".

تجتمع ثماني تجارب نسوية لفنانات من قطر والولايات المتحدة في معرض "نساء في الجائحة" الذي افتتح في "المؤسسة العامة للحي الثقافي/كتارا" بالدوحة، منتصف حزيران/ يونيو الماضي، ويتواصل حتى الحادي والثلاثين من كانون الأول/ديسمبر المقبل، بالتعاون مع "معهد قطر أميركا للثقافة" في واشنطن.

يتضّمن المعرض اثنتين وثلاثين لوحة لكلّ من الفنانات القطريات هيفاء الخزاعي، وعبير الكواري، وجواهر المناعي، ومريم الخالدي، بالمشاركة مع التشكيليات الأميركيات آنا دافيسو، وسارة أحمد، وجوردن واين، وألكسندرا شيرمان.

تتنوّع تجربة المناعي بين الرسوم التجريدية المتأثرة بزخارف هندسية مستمدّة من التراث، ضمن تنويع لوني بعضه يحاكي الطبيعة، ولوحات أخرى تنقل من خلالها واقع الحياة الاجتماعية، إلى جانب أعمالها التركيبية التي تستخدم  فيها صناديق شفافة تحتوي على تشكيلة من السعف المصبوغ.

وتقدم الكواري رؤية معاصرة في أعمالٍ تتوزّع بين التصوير الفوتوغرافي والرسم، وتوظّف فيها رموزاً وطقوساً تراثية متناولة المعمار الشعبي من زخارف وأقواس، وتشترك معها مريم السميط في المناخات ذاتها، مستفيدةً من دراستها الأكاديمية، حيث نالت درجتي الماجستير في تصميم الخدمة من "الكلية الملكية للفنون" في لندن، والدبلوم في الفنون التقليدية من "كلية برنس".

من جهتها، تنزع الخالدي إلى استخدام لغة تعبيرية لتصوير مشاهد من الحياة اليومية في قطر، في محاولة لربط الماضي بالحاضر، بينما تقدّم الخزاعي الاحتفالات التراثية، مثل حفلات الزواج وليالي الحناء، في أعمال تجمع بين التجريد والتشخيص.

ترصد أحمد قضايا تتعلّق بالهوية والهجرة والنزوح والتدمير والتجديد، من أجل إنشاء مساحة خاصة وسط فوضى العالم وتعزيز كل ما هو جميل وسط الركام. وتقول إنّ الفن الذي تصنعه مستمد من هوياتها متعددة الثقافات، كمهاجرة من باكستان، وأميركية، وجنوب آسيوية، وفنانة محترفة، في سعي إلى تجاوز الحدود والتصنيفات، وهي تمزج بين الطبيعة والأنماط الهندسية المستمدة من تقاليد صنع الفن الإسلامي.

تستكشف شيرمان مفردات الطبيعة من خلال وسائط متعدّدة في أعمال تركّز على ثيمة عدم اليقين والغموض المتأصل في الحياة، وفي أنفسنا، وفي علاقاتنا بالعالم من حولنا، حيث تستخدم الألوان المائية، وتعيد تجميع صور وعناصر من مواد قديمة في لوحاتها.

وتعتمد واين الأشكال والأنماط الكلاسيكية في عملها للإشارة إلى المفاهيم الرياضية التي تعكس عجائب الكون، وفكرة إيجاد النظام من الفوضى، فيما تركّز دافيس على عدم المساواة الاجتماعية في أعمال تدمج وسائط متنوعة مثل الأكريليك والحبر التقليدي وكولاج الورق المقطوع والمنسوجات والفيديو.

 

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي