تجري "ناشيونال إكسبريس" محادثات لشراء منافستها "ستيج كوتش" للحافلات، في صفقة ستوحد اثنتين من أكبر الشركات البريطانية في قطاع النقل الذي يواجه تحولاً مكلفاً إلى السيارات الكهربائية
يساعد عرض الاستحواذ بقيمة 442 مليون جنيه إسترليني (604 مليون دولار)، الذي أكَّدته الشركتان يوم الثلاثاء، على توسُّع شركة "ناشيونال إكسبريس" وسط تعافي قطاع رحلات الركاب والترفيه من أزمة كورونا، مع الحفاظ على خفض التكاليف من خلال مشاركة مستودعات الحافلات، والطرق، والمهام المكتبية.
كما ستكون المجموعة الأكبر في وضعٍ أفضل للقيام بالاستثمارات الضخمة المطلوبة، تزامناً مع التحرُّك البريطاني نحو إزالة الكربون من أسطول الحافلات.
سيحصل مستثمرو "ستيج كوتش" على 0.36 سهماً جديداً من "ناشيونال إكسبريس" مقابل كل سهم مملوك حالياً، وفقاً لبيانات الشركات التي تؤكِّد تقريراً سابقاً من "بلومبرغ نيوز" حول الصفقة المحتملة.
تبلغ قيمة العرض 80.28 بنساً للسهم الواحد، بناءً على إغلاق يوم الإثنين، وهو ما يمثِّل علاوةً نسبتها 18%.
صفقة جذابة
قالت بيكي لين، محلِّلة "جيفريز إنترناشيونال"، إنَّ الصفقة تبدو "جذَّابة من الناحية المالية"، برغم بعض المخاوف التنظيمية المحتملة حول الحصة السوقية، مع سيطرة الشركات المدمجة على ثلث سوق الحافلات الإقليمية في بريطانيا، وثلثي قطاع المسافات الطويلة.
في غضون ذلك، ارتفعت أسعار أسهم "ناشيونال إكسبريس" بنسبة 8.5% عند 242 بنساً في تمام الساعة 10.18 صباحاً بتوقيت لندن، مما منحها قيمة سوقية تبلغ 1.49 مليار جنيه إسترليني، وقفز سهم "ستيج كوتش" بنسبة 22% ليتمَّ تداوله بـ 83 بنساً للسهم.
كانت الشركتان أكبر رابحين في مؤشر "فوتسي" للأسهم المتداولة في لندن، الذي يضمُّ 609 من الأعضاء.
وتأتي هذ الصفقة في إطار سياسة "ستيج كوتش" بعد أن بدأ مؤسسها رجل الأعمال الأسكتلندي برايان سوتير وشقيقته آن غلوغ، في بيع حصة نسبتها 30% تقريباً بشهر إبريل، مشيرين إلى أنَّهم يريدون خفض الحيازة إلى 5% في غضون عقد واحد.
ضغوط السكك الحديدية
تعيد شركات الحافلات البريطانية أيضاً التركيز على تحدّيات التحوُّل إلى أساطيل كهربائية بالكامل بعد خروجها من أعمال القطارات التي انضمَّت إليها عقب عمليات الخصخصة في التسعينيات، التي توقَّفت بسبب الشركات الأوروبية المملوكة للدولة التي تتمتَّع بإمكانية الوصول إلى أموال أرخص.
خرجت" ناشيونال إكسبريس" من السكك الحديدية البريطانية في عام 2017، في حين قالت "ستيج كوتش" في عام 2019، إنَّها انسحبت من القطاع بعد استبعادها من تقديم العطاءات لثلاثة امتيازات، بما في ذلك طريق الساحل الغربي المرموق الذي أدارته مع "فيرجن ترينز".
تدير "ستيج كوتش"، ومقرّها بيرث بأسكتلندا، أكثر من 8 آلاف حافلة تخدم ما يزيد عن 100 بلدة ومدينة، بما في ذلك عملياتها في لندن، ومانشستر، وليفربول، ونيوكاسل، وشيفيلد. كما أنَّها تدير خدمة "ميغا باص" منخفضة التكلفة داخل المدن.
تهيأت "ناشيونال إكسبريس" لعمليات الاستحواذ بعد تعيين إغناسيو غارات، الرئيس التنفيذي السابق لـ "فيديكس"، كرئيس تنفيذي للشركة في العام الماضي.
تعد الشركة، التي تبلغ قيمتها السوقية 1.45 مليار جنيه إسترليني، أكبر مشغِّل في بريطانيا لخدمات الحافلات طويلة المسافات، وثاني أكبر مزوِّد للحافلات المدرسية في الولايات المتحدة، في حين يعدُّ قسم الحافلات التابع لها رائداً في السوق بمنطقة "ويست ميدلاندز" الإنجليزية.
وأعلنت "ستيج كوتش" في يونيو عن مبيعات وأرباح لكامل العام فاقت التقديرات، نتيجة تخفيف قيود الوباء، وانتعاش حركة المرور.
وتسعى الشركة كي يصبح أسطول الحافلات البريطاني خالياً من الانبعاثات بحلول العام 2035، وتتوقَّع "نظرة إيجابية" لخدمات الحافلات، والترام.