"التاريخ الشفوي للمرأة في الدرعية".. سعوديات يحرسن الذاكرة

2021-09-09

 التاريخ الشفوي كنز النساء السعوديات

الرياض - أطلقت هيئة تطوير بوابة الدرعية مشروع “التاريخ الشفوي للمرأة في الدرعية” لأول مرة في المملكة، في إطار جهودها الرامية إلى تسجيل الروايات والقصص التي أطلقتها العام الماضي بهدف توثيق روايات وشهادات كبار السن عن الأحداث التاريخية والتراثية، وهو ما مكن الهيئة من الحصول على شهادات دقيقة عن جوانب مهمة من تاريخ وتراث "جوهرة المملكة".

وتنوعت موضوعات المقابلات بين التعليم والضيافة والحرف اليدوية والعلاقات الاجتماعية والأكلات الشعبية والأزياء التقليدية وعدة عناصر ساهمت في بلورة الثقافة العريقة للمنطقة.

وأكدت هيئة تطوير بوابة الدرعية أن توثيق الحياة الاجتماعية للنساء في الدرعية وإبراز دور المرأة في إسهامها داخل المجتمع المحلي من خلال إجراء حوارات شفهية مصورة ومسموعة وتفريغ المقابلات كتابيًا يُعد أحد أهم إنجازاتها، حيث نجح فريق الأبحاث والدراسات التاريخية بالهيئة في توثيق عدد كبير من الروايات المهمة، وذلك بعد عشرات الساعات من المقابلات والحوارات المرئية مع نساء الدرعية خلال الأشهر الماضية.

وأضافت الهيئة أن فكرة المشروع تعتمد على إجراء حوارات شفاهية مصورة مع كبيرات السن من النساء في الدرعية، وتسجيل رواياتهن وقصصهن غير المدرجة في كتب التاريخ المعنية بالمنطقة. وهو مشروع ضخم لا يشمل فقط عملية تصوير الروايات وإنتاجها وتوثيقها، وإنما أيضا وضع معايير دقيقة لانتقاء الرواة ودقة وترابط الرواية أو الحدث عن طريق متخصصين وخبراء وعاملين بالدرعية.

وأشارت إلى أنها اعتمدت في المشروع على أساليب ومنهجية علمية تستند على الترابط والتسلسل الزمني للأحداث والروايات، مبينة أنها مستمرة في جمع وتدقيق وتوثيق الشهادات والروايات المرئية عن الأحداث المهمة المرتبطة بتاريخ الدرعية، بعد أن تم الانتهاء من تسجيل مقابلات المرحلة الأولى. وأكدت أنها تعمل على التوسع في التاريخ الشفوي من خلال زيادة عدد البرامج التي تندرج تحت مشروع التاريخ الشفوي للعام الحالي.

 المشروع يسجل الروايات والقصص من خلال توثيق لشهادات كبار السن عن الأحداث التاريخية والتراثية

يذكر أن “بوابة الدرعية” قد أكملت أكثر من 200 ساعة من التسجيل المرئي والمسموع وثقت أحداث الدرعية وقصصها التاريخية، أرض الملوك والأبطال، وعاصمة الدولة السعودية الأولى، لتحفظ تاريخها، وتروي أجمل قصصها.

واستطاعت هيئة بوابة الدرعية -بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز- تدوين القصص والأحداث التاريخية، حيث طورت وراجعت 100 قصة تاريخية للدرعية، ركزت من خلالها على المحاور التاريخية والتراثية والثقافية، وتتعلق بالشخصيات التاريخية البارزة في التاريخ السعودي بأهمّ شخصياته الدينية والسياسية والثقافية والاجتماعية والنساء البارزات والأحداث التاريخية المهمة.

ويخوض السعوديون من خلال تاريخ وتراث وتقاليد الدرعية، عاصمة الدولة السعودية الأولى، تجربة مشتركة يُمكنهم من خلالها بناء مستقبل الوطن، لتنفيذ مشاريع كبرى متنوعة ومتطورة، لتصبح رمزا للوحدة الوطنية وقاعدة أساسية للقيم التي تسهم في تشكيل المستقبل السعودي.

يعد مشروع “بوابة الدرعية” أحد أهم مخرجات ومنجزات رؤية المملكة 2030، وواحدًا من المشروعات الوطنية المنبثقة من الأهداف والتطلعات الطموحة لهذه الرؤية المستقبلية، حيث نمت وتطورت في إطار السعي الحثيث لتحقيق برامجها، لتُصبح بوابة الدرعية أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم.

وقد دشنت السعودية مشروع بوابة الدرعية في نوفمبر 2019 كمشروع متكامل يجمع الثقافي بالاقتصادي والتراثي بالرؤية المستقبلية، ساعيا إلى أن تكون الدرعية التاريخية واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية وأماكن الجذب في المنطقة والعالم.

ويحقق مشروع بوابة الدرعية العديد من تطلعات وأهداف رؤية المملكة 2030 الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، منها تعزيز وحماية التاريخ والتراث السعودي الحضاري، وتطوير المواهب المحلية في مجال البحوث الأكاديمية والتاريخية والتراثية، وتعزيز قيمة الاعتزاز بالتاريخ والتراث الوطني، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي وتطوير المحتوى المحلي، والذي يعتبر تدوين حكايات النساء أهم عناصره بما ستوفره من مادة تاريخية وسردية هامة.

وتخطط هيئة تطوير بوابة الدرعية لإنشاء عدد من المتاحف المتميزة، ومراكز الفعاليات والمعارض التراثية والثقافية المتنوعة، وذلك سعيًا لإبراز الدور الذي أدته الدرعية في تطور المنطقة بأكملها إستراتيجيًا واقتصاديًا، إضافة إلى عدد من الأصول ذات الطابع التراثي التقليدي.

كما أقامت الهيئة معارض فنية وجولات بمرافقة مرشدين، ومعارض للحرف اليدوية والعروض والحفلات الموسيقية، وعروض العرضة التراثية وتنسيق واستضافة أكثر من 10 آلاف زائر من كبار الشخصيات؛ لتعريفهم بما تحتويه الدرعية من تاريخ وإرث حضاري عريق.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي