أنا وأمي وحجابي!

2021-09-07

مريم الشكيليه *


لكل شيء وقته.. هذا ما قالته أمي عندما حان الوقت لأرتدي الحجاب.. ومع حرصها وإصرارها عليه كنت أنا في المقابل لم أكن أخذ الأمر على محمل الجد أو الأهمية كانت أمي تذكرني به تارة وتتشاجر معي أحيانا عندما أخرج من البيت دون أن أضع قطعة القماش الصغيرة على رأسي وهو ما نسيمه الحجاب ومرة شكتني إلى والدي ليتدخل وفي كل مرة كنت أقول لأمي حسناً ولكنني كنت أنساه تارة لستعجالي في الخروج وتارة أشعر بأن شكلي غريب به وأخاف أن أتلقى التعليقات المضحكة من حولي ولكنني لم أستطع أن أخبر أمي بكل هذه الأمور حينها...

هذه سطور للحديث عن موضوع لمقالي هذا وهذه المرة أردت أن أكتب عن حجاب الفتاة في بيئتنا العربية المسلمة عن ما يختلج النفس من حديث بين الفتاة وحجابها وكيف تكون البداية كما يجب خوفاً من تصادم بين ما إعتادت عليه وبين واقع جديد؟
تحرص كل أسرة على تعليم أبناءها التعاليم الإسلامية عامة ومنها حرصها أن تعلم وتحرص في وقت ما بأن تفرض الحجاب على الفتاة...
قد يرى البعض أن الأمر عادي جداً فهذا هو سير الحياة لدينا وأن الأمر سهل جداً وليس هناك داع حتى أن نخرج مقال أو غيره بشأنه.. أقول لا ليس الأمر بهذا السهولة إذا أردنا الحجاب عقيدة وقناعة وليس عادة ووقت.. ليس سهلاً عندما يكون في زماننا هذا كل شيء تراه معكوسا وصعبا وثقافات مختلفة تزاحمك من كل مكان...

الفتيات كائنات رقيقة تحب الحياة بعفويتها يجب على كل أم أو مربي أن يتعامل معها بقرب وحب وإحتواء أعلم إن الوالدين يحبون أبناءهم ويحرصون عليهم ويريدونهم في مراتب العلياء في كل شيء ويحسنون تربيتهم على أحسن وجهه ولكن حين يكون هناك موضوع جدي وحتمي ولا يقبل إلا بتنفيذه يكون التعامل معه بالشدة نوعاً ما حين ترى الأم أو الوالدين بشكل عام بأن إبنتهم لا تأخذ هذا الأمر على محمل الجد أعني في موضوع الحجاب... أحياناً يسعد الوالدين من إطاعة بناتهم بشكل فوري لإرتداء الحجاب ولكن قد يغيب عن فكرهم بأن إبنتهم خضعت لأمرهم خوفاً منهم وليس قناعة بالحجاب وهنا يصبح الأمر صراع في نفس الفتاة ولا أبالغ إن قلت قد يسبب الأمر لها عزوف عن محيطها لأنها دخلت في مرحلة لم تعتد عليها وهي مرحلة الحجاب وفي ذهنها وفكرها الكثير من التساؤلات أبرزها هل سوف يغير الحجاب مرحي وعفويتي في الحياة؟ هل سوف يعزلني عن أقراني؟ وأبرز سؤال لماذا أرتدي الحجاب الآن؟

إذا أردنا أن نجعل فتياتنا ملتزمات بحجابهن يجب علينا أولا أن نعرف كيف نفرضه عليهم ليس بالأمر فقط وليس بالتصادم والصراخ في كل مرة... أولاً يجب أن نحبب الفتاة على الحجاب أن يكون الأمر خطوة بخطوة أن نفهم ونتعامل مع رفضها أو خوفها أو تساؤلاتها أن نستمع لها أن نكون أكثر وعي وثقافة ونحن نتعامل معهن في أمر الحجاب الأمر ليس سهلاً كما يضن البعض ما الفائدة نرى فتاتنا تنصاع لأمرنا وحين ندير ظهرنا ترمي به وإن حدث هذا فهو أمر طبيعي لأن الفتاة إنصاعت دون إقتناع أو توجيه أبوي حاني.. هناك عدة طرق وهي طرق مؤثرة وتترك الأثر في التعامل وفرض الحجاب أهمها أن نغرس في نفس الفتاة القبول والثقة بالنفس أن يكون الحجاب تدريجياً أن لا نهمل طبيعة الفتيات والبيئة التي تعيش فيها.. على الأم أن تصاحب إبنتها وأن تذهب معها لأختيار الحجاب لها وتشركها في الأمر أن تحببها في الحجاب حتى ترتديه بقناعة وثقة وحب وليس لأنه عادة يسهل التخلي أو التلاعب به....

إننا اليوم نعيش في عالم منفتح وعالم ممتلئ بالثقافات المختلفة والأفكار المختلفة والقناعات المختلفة عالم مؤثر ويؤثر علينا وعلى حياتنا وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها وفتياتنا لسن بعيدات عن هذا العالم الفضفاض الذي أصبح ممتلئ بمعتقدات وأفكار دخيلة على المجتمعات والفتاة بطبيعتها العاطفية تتأثر ويصعب عليها وحدها صد أفكار دون أن يكون في داخلها قناعتها الذاتية لهذا أقول أن من الصواب أن نحرص أشد الحرص على قناعة فتياتنا على الحجاب حتى تكون مسلحة ضد هذه الأفكار الشرسة والدخيلة علينا ومن تقليد أعمى.

 

*كاتبة من سلطنة عُمان







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي