الصوت الجريح

2021-09-04

 

طلال فيصل البعداني*

 

بينما كنت في سكرة تعب،

في حالة من السكون التام

 تكومت على نفسي

 ووجدتني كما يرى النائم

 منطويا إلى الداخل

 وثمة عتمة

 تنجلي شيئا فشيئا

 عن ضياء شفيف

 أكثر حنوا من ليلة مقمرة

 ونبضات القلب

 أكثر خفوتا واتساقا

 مع ذلك الصمت

 العميق والبارد

 وإذا بوشوشة الروح

 كلفح ريح بعيدة

 تتبعتها بحذر

 لأجدها خلف جدران القلب

 بيضاء كندف الثلج

 محشورة بين الضلوع

 تخربش كقطة عالقة.

 

***

 لم يعد ثمة ما يهمني الان

 فالسماء ثابتة لم تقع

 ونجمة الجنوب تلمع

 والوجع الاخير يبهت

 وبريق عينيك يخبو

.......

.......

 في الهزيع الأخير من اللهفة

 تعالي نندب الحب

 الحب الذي تارة يتلوى كأفعى

 وينفث سمومه في أنحاء القلب

 وتارة يهدل كيمامة

 على حواف نوافذنا البيضاء

 الحب الذي قد يبرق كالجليد المتلألئ

 وقد يسرق منا النوم وراحة البال

 لذا سأتوب منه تماما

 وأترك لك فرصة العثور عليه

 في ابتسامة رجل غريب.

 

***

 غيابك، يحل كالشتاء على قلبي

 أرتجف كقطة تائهة

 في شوارع يكسوها الثلج

أشعر بالوحشة

 كما يهوي الظلام

 على سيارة مرتجفة

 ينطفئ مذياعها فجأة

 في طريق محفوفة بالمقابر

 مثل الصوت الجريح

 الذي يقفز من سماعة الطوارئ

 ويختنق قبل أن يفهم كلامه

 هكذا يؤلم غيابك

 وكلما رفعت سماعة الهاتف

 يتسلل صوتك ذو الحنان الآسر

 كزهور تتنهد خلف أسلاك شائكة

 ماذا لو كنت هنا الآن

 وأنقذتني بعناق عاجل

.....

 لأحرر نفسي

 من كل ما هو شتاء

 من كل ما هو برد

 من كل ما هو حنين

 وعذاب قلب.

 

  • شاعر يمني






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي