أفغاني ولد “بلا يدين” فر من الحرب ليحقق حلمه في البارالمبيات بعد رحلة لجوء طويلة- (صور)

2021-08-26

هاجر حرب

من أفغانستان إلى طوكيو، حلق عباس كريمي (24 عاماً)، المولود بلا يدين، للمشاركة في المنافسات الدولية ضمن الألعاب البارالمبية في دورتها الحالية، ليكون بذلك الأفغاني الوحيد الذي يشارك في الألعاب، بفعل تدهور الأوضاع السياسية في بلاده بعد عودة طالبان لسدة الحكم أوائل الشهر الجاري.

رحلة كريمي التي توجها أخيراً بكتابة تدوينة على حسابه في “إنستغرام” قال فيها “تحقق الحلم”، مرفقا صورة له في الماء، بدأت عندما قرر وأخاه الفرار من أفغانستان بينما كان في الـ16 من عمره، ضمن رحلة لجوء طويلة شملت تركيا، ومن ثم الولايات المتحدة.

السباح الأفغاني الذي استطاع حصد العديد من الجوائز، خلق حالة من الدهشة في صفوف المشاركين والحاضرين للألعاب البارالمبية، بسبب قدرته الفائقة على السباحة لمسافات طويلة، مشكلاً حالة فريدة في عالم ذوي الإعاقة الحركية.

 

وبفعل تسارع الأحداث في أفغانستان، وما تبعها من نزوح الآلاف بحثاً عن الحرية وخوفاً من حكم طالبان، فإن المسبح بالنسبة لكريمي بات المكان الذي يمنحه الشعور بالحماية والحرية التي نالها بعد سنوات من التنمر الذي طاله قبل أن يّفر من بلاده.

وتم إجلاء اثنين من الرياضيين الأفغان من ذوي الاحتياجات الخاصّة، ضمن مجموعة تضم أكثر من 50 رياضياً، من كابول إلى أستراليا الأسبوع الجاري، غير أن منظّمي الألعاب البارالمبية لم يذكروا ما إذا كانوا سينافسون في طوكيو. وفقاً لما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

فوز اللاعب الأفغاني في أول بطولة محلية في بلاده، كانت بداية الطريق نحو تحقيق حلمة للمشاركة والمنافسة الدولية دون التعرض للتنمر، أو مواجهة مخاوف الحرب والإرهاب.

ويعد كريمي واحدا من ملابين الأفغان الذين فّروا من العنف في البلاد قبل تفاقم الأوضاع بعد الأزمة الأخيرة، إذ غادر أفغانستان عام 2013 برفقة أخيه الأكبر ومجموعة من المهاجرين الآخرين إلى إيران ومن ثم إلى تركيا بمساعدة عدد من المُهربين.

فيما لم تفد المعلومات إذا كانت عائلته قد هاجرت معه قبل سنوات، أما لا زالت تعاني في أفغانستان، وتواجه معركة جديدة للبحث عن الحرية في أعقاب سيطرة طالبان.

 

 

 

وعلى مدى أيام طويلة أعقبت هجرته، كان السبّاح ومعه عدد من الأفغان يختبئون في شاحنات تُمكّنهم من عبور الطرق المؤدية للحدود، وهو ما ضاعف معاناته، وعاظم حجم التحديات أمامه.

وصوله إلى تركيا، لم يكن بحسب تصريحاته لصحيفة “نيويورك تايمز” سوى بداية لمعاناة جديدة عاشها متنقلاً بين أربعة مخيمات مختلفة للاجئين هناك، غير أن تصميمه لتحقيق أهدافه، بمواصلة ممارسة رياضة السباحة، خلق لديه نوعا من التحدى الجديد لتحمل عبء الرحلة الطويلة.

ومنذ وصوله إلى تركيا، كان يضطر لركوب حافلة تساعده للوصول إلى المسبح الذي سيبدأ فيه التدرب تمهيداً لتحقيق حُمله، وذلك لمرتين يومياً.

وبسبب الحالة النادرة التي وُلد فيها بلا يدين، كان يمارس منذ صغره نوعاً من السباحة الحرة وسباحة الصدر، لكن مدربيه في تركيا قدموا له النصائح بضرورة تعلم ركلة الدولفين حتى يتمكن من ممارسة سباحة الفراشة، التي تعد أصعب أنواع السباحة المتعارف عليها بين الرياضيين.

الجزء الأهم في رحلة كريمي هو إدراكه لأهمية دور وسائل التواصل الاجتماعي في فتح آفاق جديدة أمام كل من أراد أن يوصل رسالته، إذ قرر إطلاق حملة لدعمه ومساعدته للمشاركة في الألعاب البارالمبية، وهو ما تحقق بالفعل، بعد أن ساعده في ذلك مدرب المصارعة وكرة القدم المتقاعد في بورتلاند الأمريكية مايك إيفز، بعد وصوله للولايات المتحدة.

 

 

 

كما ساعدته الحملة على إعادة التوطين كلاجئ في الولايات المتحدة بعد ثلاث سنوات من انطلاق رحلته التي بدأت من أفغانستان.

وبحسب دينسين بكير المدير الفني لفريق “أوريغون ريجن ماسترز” للسباحة بولاية بورتلاند الأمريكية، والذي انضم إليه كريمي، فقد استطاع الأخير تسجيل نقاط كبيرة في مسابقات عديدة خاضها مع فريقه، ليكون بذلك قد وضع قدمه على أول سلم الوصول لطوكيو، والمشاركة في الألعاب البارالمبية.

وشارك الأفغاني كريمي عام 2017 في بطولة العالم للسباحة المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة في مكسيكو سيتي ضمن فريق اللاجئين، إذ فاز بالميدالية الفضية في سباق 50 مترا فراشة، فضلاً عن حصوله على المرتبة السادسه في بطولة العالم للسباحة في لندن عام 2019، ضمن سباق 50 متراً فراشة.

 

و مع تفشي وباء كورونا قبل ما يزيد عن عام، وما تركه ذلك من أثر على ممارسة كريمي لتدريباته، فقد استطاع بمساعدة من مساعد مدرب فريقه من الحصول على دعوة للانتقال إلى “فورت لودرديل” بهدف العيش ومحاولة مواصلة التدريبات بشكل يساعده على ألا يفقد شغفه وقدرته على المشاركة في البطولة.

وفي الوقت ذاته ساعده المدربون على تعديل جسمه بما يساعده على رفع قدراته في الغطس وتسريعها، إضافة إلى تحسين ركلة الدلافين، كي يتمكن من استخدامها ليس فقط لسباحة الفراشة، بل لمساعدته على سباحة الظهر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي