أراك ابتعدت

2021-08-23

د. عبد الكريم قاسم دماَّج

 

حَلمتُ...

وأنت سَليلُُ الزلازل

إبن البحار وربُ الصقيلْ

حَلمتُ ...رأيتُ الرمالَ

تُصَحّر عينيك

تَطمرُ أرواحنا والمَدى

لتبكي السحابُ

ويَنهّمرُ الدمعُ منها حَصىً ،

سوى الرمل

لم يبقى شيئ على حالهِ،

فالنجوم تغور إلى قعرِ هاويةِِ

لا قرار لها

والضياء الحزين المراق

على مُقلةِ الشمسِ

لا يوقف الليلَ عن مَدِّه

ولا يوقض الفجرَ في وقتهِ

وحَلمتُ..رأيتُ

بأنك شخت كثيراً ،

تلاشى بهاء جبينك

في لُجةِِ من غضون الخواء

ونمتَ عميقاً

ليحملك النملُ

في موكبِِ لا انتهاء له

نحو مملكةِ الرملِ

والرمل لا نار فيها

تُبدد أحجية الليل

لا ماء تسكنها

لا نخيلْ.

 

كانت خيولك مُسرجةٌ

والطريق مُبللةٌ بالندى

أفقٌ واسعاٌ

عامرٌ بالغوايات

متشحٌ بالغيوم

شأبيب من شجنِِ ولضى،

ألهاتٌ تربعن في اللامكان

أزيزُ رياحِِ تَهِبُّ من „الرعدِ„

و„الكهف „ و „الشعراء„

وتُحْيّ العظام الرميم

بترنيمةِِ من مزامير سِفْرِك

تروٌض بالسوؑر المحكمات

وحوش الرمال

تبارك انهار حزنك

وتعزف للعاشقين

اغاني الأصيلْ.

لعلي اخشى من التيه

حين أسيرُ على وقعِ

ريحٍ على الرملِ

أحتضنُ الضوءَ

وأتبع ظلَ الغمامِ

لتغدو المسافات أقصر

وتبدو النهايات

في رحلةِ التيهِ

سِربُ حمام

أطفو على الغيمَ

اجمعُ ما بعثرته

خيولُ الغزاةِ

من الحُلمِ

وما خَلفته السنين

من الذكريات

يحدثني الغيبُ :

على الرملِ يزهر خطوك ،

يضئُ المسافاتَ ظلك ،

تغني الرياح بحلمك

ويغدو الأنين غناءٌ

ويغدو النشيج صهيلْ.

 

  • شاعر وروائي يمني






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي