أُنشودة البّعْث الأخيرة

2021-08-22

غمكين مراد*

 

من فيء اللحنِ

بَزَغَت،

كشهابٍ يُهدِّدُ كونَ قلبي

بِمحاذاتِه مرَّ

ولملمَ رعشاتي بِحُبِّها كقدر.

كشمسٍ أشرقتْ على كونِ وحدتي،

السماءُ غيرةً، رويداً رويداً،

وراءها لتصِلَ عُلاها

لكن كَهُدبٍّ بقيتِ السماءُ لثوبِ روحِها.

صمتٌ هادئٌ سَبَقَ ذوبانَ الأنفاس،

أنا: عزفتُ اللحنَ كلماتٍ

وأغدقتُ على كُلِّ جمودي صدى النَّفَسِ من وحيِّكِ.

بَعدها: وشمتُ الأثير باسمكِ،

مُكَبِّلاً الخجلُ انتظاري بسلاسل الصمت.

وفي داخلي: بقي ما يغلي كبركان، في خيالي: ما يوحي برسالةِ نبيٍّ سادسة.

آلهةٌ أنتِ،

ما دمتِ بزغتِ ضوءاً لعتمةِ روح،

سَطَعَت أنفاسكِ إشعاعاً منهُ على روحي

أغرقتِني في اللهفةِ،

وأيقظتِ من الشغفِ ما لا يُحمدُ عُقبى جنوني.

كمِبرَدِ الوجعِ حاداً،

حفرتِ عميقاً دون قرارٍ قلبي،

دخلته ليُكوى بنارِ الحبِّ لُذةً.

لا قلب يقوى،

لا قلب يشبع،

في الحبِّ

مادامَ الغيابُ عن نَفسِهِ: نبضُهُ ريح أنفاس.

مادامت الحياةُ إخطبوط شرايينِهِ.

هكذا انقلب القلبُ بكِ،

دارت عليه دورةُ يومُكِ

غدا حارساً للفضاء باسمكِ،

حتى وأنت نائمة:

قلبي بي يحومُ كالمجنون،

وأنا كالمجنونِ،

أُلملمُ رذاذَ أنفاسكِ على لحنِ نبضِهِ.

لئن:

طابَ نومُكِ

جَنَت أساريرُ قلبي

وطافتْ بيَّ الليلةُ إلى ما لا طاقة لي، بأن أُداري صوتكِ.

لِصوتكِ:

ما للربِّ من رُسُل،

أُعيدُ وأُعيدُ وأُعيدُ إصغائي،

فأذوبُ وأذوبُ وأذوبُ:

سِكيرَ نشوةٍ،

لقيطَ حُبٍّ،

عائِشُ حُلمٍ،

على نَوَّلِ القلبِ،

أُخيِّطُ وحدتي،

وأُطَرِّزُ بطيفِ النَّفَسِ فيكِ ومنكِ،

حينَ أرعَشَني لحنُ اللُذةِ من صوتكِ.

لصوتكِ:

ما للمطرِ من لحنٍ:

نائمٍ،

راقصٍ،

هادِّرٍ،

عليه، معهُ، فيهِ، تحته،

أٌحَوِّلُ ما ألتَقِطِهُ من أنفاسكِ إلى سمفونيةِ كلمات.

أنا:

أُعاشِرُ الكلمات كأنثى،

ساهِراً تأنسُ بيَّ العُزلةُ.

وأنتِ:

في هذهِ الليلةِ أثقلَّ عليكِ النوم،

وعلى قلبي أثقلَّ عليَّ الانتظارُ لوعَتَهُ.

يركُنُ قلبي،

وتُلَّحِنُ السكرةُ فراغي،

وجدراني تَرقُص،

وحِبري يهذي،

والكلماتُ من هَوَسِ اللحنِ تُصَفِق.

معَ صوتكِ:

حُبلى تَخرُجُ الكلماتُ دون لمسٍّ،

عذراء كمريمَ، أُماً للقصيدةِ النبيِّ.

 

  • شاعر سوري

 

 

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي