ثلاث قصائد

2021-08-17

 نهار الهاشم*

 

مذاق الأنقاض

إلى الجندي الإسرائيلي

ذات يومٍ،

حين تأفلُ شمسُكَ

ستدركُ كم هو كبير

ذلك الحزن في عينيّ الطفل،

ذات يومٍ

ستدركُ أنّ صواريخكَ

ستخبو

وتصبح مثل شظايا الرعود،

ذات يومٍ

ستجدُ نفسَكَ

بلا قوّة،

وقبضتكَ ستخورُ،

ذات يومٍ

ستتذوّقُ طعمَ الأنقاض

فوق شفتيك

وتغمرُ قمّة الجبلِ ظلّكَ،

حينئذٍ

ستتلبّسكَ صدمةٌ حقيقيّة

عندما الأرقُ

يقضُّ لياليكَ،

ذات يومٍ

ستكون شريداً من جديد

ولا ملجأ سيؤويكَ

سوى مياه المحيط،

ذات يوم

ستشعرُ بالبؤس

وفقدان الأمل،

كلُّ الكائنات ستتلاشى

من حولكَ،

وحين يأتي يوم الأجل

ستغدو الأحجار التي شيّدتها غباراً

وكلّ شيءٍ بنيته

سيتلاشى وينهار

كقِطَعٍ من هواء .

 

الصديق المفضل

 

مرّةً سألني صديق

مَن هو صديقُكِ المفضّل؟

قلتُ: هو الذي رافقني منذ الولادة،

وهو الذي لم يخيّبني أبداً،

قلتُ: هو ذاك الذي لا يتكلّم

أو يرى،

إنه المدهش،

هذا الذي لم يحاسبني

وكان يتقبّلني كما أنا،

قلتُ: هي أو هو ذاك الذي

لم يتكلّم بظهري

أو يتنصّتُ عليَّ،

قلتُ: هو الذي يتحامى عليَّ،

حتى لو كنت قليلاً

أو كائناً ليس ذا أهمّية،

إنه ذلك الشيء

المرئي والمحسوس

الذي وهَبني العطاءَ المميّزَ والخاص،

قال الصديقُ: ليتني ألتقي

هذا الشخص الاستثنائي؟

هنا أومأتُ إلى الفرشاةِ والورقة

وقلتُ: هذان أفضلُ صديقٍ لي.

ميدوزا*

إلهي

موّج الحشائشَ على جلدي،

دع قلادتي

تشعّ حول رقبتي

بالنجماتِ الخرزية،

ودع البتلاتِ

تُطلي أظفاري،

خيّط من الغيوم

تنّورتي،

بحيث يمكنني أن أدورَ وأرقصَ

على موسيقى راقصةِ الباليه،

بحيث كتّافيّاتُ قميصي

تنسابُ شلالاتٍ

باتجاه أكمامي،

إلهي

برعم النيرانَ

ودعها تتغصّن

لتنمو في قبّعتي..

هنا

سأغدو صديقةً لكِ

يا ميدوزا.

ميدوزا*: ترد في الأسطورة اليونانية على أنها كانت امرأة جميلة، لكنها مارست الجنس مع إله البحر في معبد أثينا، فمسختها أثينا إلهة الحرب إلى امرأة بشعة، شعرها يتكوّن من الأفاعي، ونظرتها تحوّل الذي ينظر إليها إلى حجر.

 

  • شاعرة عراقية

 

 

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي