ليس للَّيل من غَيْمَةٍ في الضُّحى

2021-07-31

هزاع مقبل الصنوي*


النَّهَارُ نَهَارٌ
وإنْ طالَ رَتْلُ الغُيُومِ عليهِ
وطالَ علينا غِشَاءُ الظلالِ
يَظَلُّ النهارُ نهاراً
يَظَلُّ الضياءُ ضَمِيْمَ رُؤَانا
تَظَلُّ السماءُ بِمَا حَمَلَتْ
وبما اشْتَمَلَتْ
مِثْلَ لُؤْلُؤَةٍ
في فضاءٕ النهارْ
النهارُ نهارٌ
بِحَضْرَتِهِ ليس إلاَّ الصَّفاءُ
فلا بابَ للخوفِ
أو للخَفَاءِ
بميقاتهِ , ليس من ظُلْمَةٍ تَتَلَبَّسُنا
ليس للَّيلِ من لُجَّةٍ
أو جِدَارْ
النهارُ نهارٌ
وما أعْذَبَ الغَيمَ من كَفِّهِ
ما أرَقَّ غِمَاهُ
يُزِيْنُ الوضوحَ بِسِحْرِ الشُّفُوفِ
يُزِيْدُ المَرَائي
نَدَىً
وشوارْ
النهارُ نهارْ
كُلُّ شيءٍ لنا
لا علينا بهِ
الدُّرُوبُ لنا
والسَّمَاءُ لنا
الزمانُ وكُلُّ البُرُوجِ لنا
ولأشواقِنا
كُلُّ شيءٍ لنا
بِجَلالِ النهارْ
النهارُ نهارْ
ملْءَ لَهْفِ العيونِ يَمُدُّ الضياءَ وآياتِهِ
ملْءَ أحلامنا يُطْلِقُ البسماتِ
يَضُمُّ هوانا
ويَحْمِلُ عنَّا
يُباركُنا
ويُغَنِّي خُطانا
بكلِّ مَسَارْ
النهارُ نهارْ
تتصفَّى الدُّرُوبُ
فكُلُّ الذي للظلامِ يغيبُ
فلا غاسقٌ يستطيعُ الوقوفَ
أمامَ خُطانا
وإنْ هَمَّ بالجَهْرِ
يَعْرَ
ويُجْهَرْ
تتصفَّى الدُّرُوبُ
وتدنو لنا
نَعْشَقُ السَّيْرَ فيها
ونَعْشَقُها مثلَ غاياتِنا
نتعالى معاً لسماواتِنا
نتهادى الهوى
أثَرَاً
عن أثرْ
نَنْقُشُ الخطواتِ
كما تشتهي أنْ تُزَانَ بها
نتعهَّدُها ونُصَوِّنُها بالدِّماءِ
نُشِيْدُ ونُعْلِي معالِمَها
نتعالى معاً
نَكْسِرُ الكاسرينَ
نَصُدُّ الصُّدُودَ
نُزِيْحُ
ونَدْحَرْ
تتجلَّى السَّمَاءُ
وتُدْنِي عَنَاقيدَها سابغاتٍ
وتَهْتِفُ للضَّوْءِ
للعاشقينَ
لكلِّ صَفِيٍّ
مُجِدٍّ
جَوَادْ
تتجلَّى السَّمَاءُ
تَزِيْدُ بَهَاءً بأشواقنا
تتعهَّدُنا خُطْوَةً
خُطْوَةً
تَتَغَنَّى بِنا
وتُغَنِّي لنا
بنشيدِ النهارِ تَبُثُّ هواها
وأنْدَاؤُها مثلُ أحلامِنا
أبداً بازديادْ
ليس للسائرينَ
سوى أنْ يسيروا لغاياتهم
فَلَهُمْ ما لَهُمْ كيفما يعشقونَ
فكلُّ الذي للضَّلالِ يَغِيْبُ
فلا خادعٌ يستطيعُ الوقوفَ
أمامَ خُطاهم
لهم يقرأُ الضوءُ كلَّ طريقٍ
فَلَا يُرْبَكُونَ
ولا يُثْقَلُونَ
ولا يُرْهَقُونَ
بطولِ مُنَاوَرَةٍ
واجتهادْ
ليس للسائرينَ
سوى أنْ يسيروا لغاياتهم
لا رجاءَ يَخِيْبُ
لهم ما يشاؤونَ
لا يختفي في النهارِ طريقٌ
ولا يختفي عن مُرِيْدٍ مُرَادْ
النهارُ نهارٌ
فَسِرْ أو فَحَلِّقْ إلى ما تشاءُ
فكلُّ الذي للغيابِ يَغِيْبُ
وكلُّ الذي للحُضُورِ يُزَادْ
النهارُ نهارٌ
بحضرتِهِ ليس إلاَّ الصَّفاءُ
بأرجائِهِ وبآفاقِهِ
سِعَةٌ
وانفتاحٌ
غِنَىً
ورشادْ
فالنَّهَارُ نَهَارْ

11/9/2012م

* شاعر يمني
* اللوحة المرفقة مع القصيدة للفنان التشكيلي اليمني الكبير الراحل عبدالجبار نعمان







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي