خذوا معكم ماءً، في مستقبلنا قَحْطٌ عظيم

2021-07-19

ميخاليس كاتساروس

وصيّتي

قاوِموا

ذاك الذي يبني بيتاً صغيراً

ويقول: أنا بخير هنا.

قاوِموا ذاك الذي عاد إلى بيته ثانيةً

قائلاً: الحمد لله.

قاوِموا

سجّادَ البنايات الفارسيّ

رجلَ المكتب القصير

شركةَ الاستيراد والتصدير

التعليمَ الرَسْميّ

الضريبةَ

حتّى أنا الذي يحكي لكم.

قاوموا ذاك الذي يُحَيّي الاستعراضات

من المنصّة لِساعاتٍ لا تُحصى،

رئيسَ محكمة الاستئناف قاوموه

الموسيقى والطبولَ والمواكب

كلَّ المجالس العليا التي يثرثر

ويحتسي القهوة فيها المؤتمِرون المستشارون

تلك السيّدةَ العاقر التي توزّع

منشورات عن القدّيسين وبَخوراً ومُرّاً

حتّى أنا الذي يحكي لكم.

قاوموا أيضاً كلَّ الذين يُدعَون

كباراً

كلَّ الذين يكتبون الخطابات عن الفَصل

قرب مدفأة الشتاء

تَمَلُّقَ الكَتبةِ والجُبَناءِ وأدعيتَهم

وهذا الكمَّ من الانحناءات

أمام زعيمهم الحكيم.

قاوموا دوائر الأجانب

وجوازات السفر

أعلامَ البلاد الرهيبةَ،

والدبلوماسيّة

مصانعَ موادّ التسليح

أولئك الذين يسمّون الكلام الجميل غنائيّةً،

الأناشيدَ الحربيّة

الأغانيَ العذبة مع الرثاء

المتفرّجين

الريحَ

كلَّ اللامُبالين والحُكَماء

كلَّ الآخَرَين الذين يدّعون صداقتكم

حتّى أنا، أنا الذي أحكي لكم

قاوموني.

عندها يمكن أن نَعبُر واثقين إلى

الحرّيّة.

■ ■ ■

سأنتظركم

سأنتظركم حتّى منتصف الليل الرهيب

لا مبالياً-

لم يعد هناك أيّ شيء أتثبّت منه.

الحرّاس حُقُدٌ يترصّدون نهايتي

بين قمصان مُنتّشة وفَيالِق.

سأنتظر ليلكم لا مُبالياً

مبتسماً ببرودة للأيّام المجيدة.

خلف حديقتكم الورقيّة

خلف وجهكم الورقيّ

سأفاجِئ الجماهير

الريح لي

جَلَبٌ باطلة وقرع طبول رسميّة

كلمات باطلة.

لا تَنْسَوا.

خذوا معكم ماء.

في مستقبلنا قَحْط عظيم.

■ ■ ■

سَأَدَعُكم

سَأَدَعُكم جميعاً تصيحون

أو أن تسندوا رأسكم هانئين

إلى الشبّاك -

سأدعكم تنضغطون على درجات السلم

وتتحوّلون فجأة إلى رخام هناك

جاهلين أفعالكم -

سأدعكم تركضون.

وأنا، وسط أشجار يابسة وقبور

حاملاً عَلَماً خِرقة

بريح وبغير ريح

وسط حشدكم المتردّد

سأجول وحدي -

أميراً- ساحراً متوهّجاً.

حان الوقت. ستتدمّر المعابد.

لا نار في قلبكم.

وأنا

مجيداً

أكتب

في كلّ أحلامكم:

حرّيّة.

■ ■ ■

التلّ 2

الآن يمكنني أن ألِج.

لقد انفتح الباب.

داخل الشجرة أحيا وأوجَد-

ترتجف الأوراق- ترتجف الأزهار-

لقد أصبحتُ الثمرة.

تعالوا قربي- هناك سكينة

تعالوا، تعالوا. هو ذا جسدي

أقدّمه لكم- هناك سكينة-

لقد أصبحت الثمرة.

اقبَلوني من جديد. أنا الريح أنا الغضب-

أنا آخر درجاتكم

أمّا أنتم فأولاها- تقدّموا.

الأعلام تَتَبَدَّل- تُبَدِّلُ الأيادي تَتَبَدَّل

تَنزل الجماهير بلا انتظام- في كَتائب من جديد

تَنزل.

تُفَرّق الريح السنابل - الشعوب

تَتَبَعْثَر المجموعات - تَكثُر الأماكن -

يحدث الصدام.

لا أحد. وحيد مجدَّداً على التلّة

على الصخور الجديدة - على المنبسطات وحيد

مع الريح الجديدة واحد وحيد

أَنظُرُ إلى العشب - إلى الأشجار إلى الشمس

أَنْظُر أَنْظُر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي