"الشمسُ قرصُ رغيفٍ
والبناياتُ كراتينٌ ممزقةٌ...
ورجلُ المرور كائنٌ
لا حاجة لنا به"!
هكذا قال مجنونٌ لامرأةٍ
هربت من الرصيفِ/ الرجالِ
إلى بركة الإسفلت
قبل أن تموت.
***
الشوارعُ مكتظة...
والضجيجُ له جرسٌ أكله الصدأ
والأقدامُ المتزاحمة على كسرة ضوءٍ
لا لون لها
وصنعاء محاصرةٌ
بين جبالٍ لا تزرع شيئاً
وبين رجالٍ
خاصمهم الحب.
* * *
شرخٌ أثريٌ في الرصيف تفوه باسمي
وهاجسٌ له رائحة الكبريت،
نفذ إلى صدري
ويدي، دون وعيٍ،
أسندت ظهرها على جدارٍ
تداعى...
***
"غيمان" هو الغيمْ( )
جبلٌ لا نعرف
أين هو..!
و"بعدان"( ) هو البعدْ
إذاً، ادنُ قليلاً من شلال الروح..!
و"غمدان"( ) هو الغمد
لكن أين هو السيف؟!
***
"من منا لا يعرف اسمه؟"
قالت سنونوةٌ لظلها
قبل أن تطيرْ.
وشجرةُ الطلح التي هَزَمتْ
فأسَ نظراتنا
وجوعَ حطَّابٍ مُعاصر
صرختْ ذات يوم:
"من أنتم أيها الغرباء...؟".
***
الحرفُ
ركيكٌ
مهزوزٌ
والكلمة خاصمها المعنى
والقلمُ الساهر في جيب المعطف
مذهولٌ
تتخاطفه أشباحٌ شتى
تسرقُ من دمه
ذهبَ الكلامْ.
***
- من أنتَ..؟
سألته الزوجة ذات مرةٍ،
فقال لها:
- من أنتِ..؟
_________________
شاعر وقاص يمني، ورئيس تحرير مجلة غيمان الثقافية الفصلية