قصيدتان

2021-07-14

 

فضل خلف جبر

 

١- كمن يتسلل خلسة إلى بستان أسراره

 

أدنو رويداً رويداً من بغدادَ

تلوحُ لي من البعيدِ

موشومةً بخرائطِ البرقِ ومياسمِ المطرِ

ليسَ هناكَ ما يشبهُ بغدادَ وهي في أوجِ موسمِها

بغدادُ صيفيةٌ حين تتوقّى الشمسُ من حرارتِها

بغدادُ شتويةٌ حين تكونُ للبردِ أسماءٌ أكثرُ مما للثلجِ لدى الأسكيمو

بغدادُ ربيعيةٌ حينَ تستعيدُ الكرةُ الأرضيةُ توازنَها وتلتقطُ أنفاسَها

بغدادُ خريفيةٌ حينَ لا تعرفُ الطيورُ أين تأوي ليلاً

يا لهذهِ البغداد المذهلة

كيفَ تستطيعُ مسايرةَ مزاجِ العالمِ

وهي التي جُبِلتْ من ضجةِ أسرارِ مزاجِها الفريد!

 

٢- سلَّـةٌ النسيــانِ

 

لا تَبتَعِــدْ كثيــراً عن فَــمِ التَنّــورِ

خِشيَـــةَ الا يَنفَطِـــم الرَغيفُ بأوانِـــهِ

لأنَّ الرَغيفَ طفلٌ مَجبولٌ من ضِحكَةِ نَجمَةٍ بَعيدَةٍ

هكذا يهمسُ صيادُ الأيائلِ المضيئةِ لقوسِهِ

في زحمةِ اليأسِ واشتدادِ قبضةِ الصقيعِ

بينما تنهمرُ عليهِ أصداءُ أحلامِهِ الصاخبةِ

في ليالي الشتاءِ التي تلقينا في المحطاتِ

في أيامِ الربيعِ الذي يئسَ من قدومِنا

سنتركُ هناكَ آخرَ تذكرةِ سفرٍ الى المجهولِ

هل أنتَ عائدٌ الى الذاكرةِ؟

يندلقُ السؤالُ المعفّرُ بغبارِ الأجوبةِ

كيفَ لي أن أعرفَ أينَ أضعتُ سلَّةَ النسيانِ!








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي