‏شذراتٌ سريعة نُسمّيها قصائد

2021-07-05

("كَنَبَة" لـ سيكت تشاكرابورتي)

باسل الأمين*

 

أن تُعطيَ كاتباً دفتراً فارغاً

هذا يعني أنْ تُغلق أبوابَ جحيمِهِ

وتفتحَها على العالَم.

 

 

‏وأنا ذاكَ الغزيرُ

وتلكَ الفقّاعاتُ

الّتي

كانت في الأصلِ

نِداءات الأسماكْ.

 

 

‏يا رجالَ الحُزنِ والوهنِ والضّعف

لقدْ كانَ ضوءُ السّيفِ

دمعكم العالقَ

في دماءِ العالم.

 

 

‏ولأنّ الطّريقَ الطّويلَ مثلَ عينيكِ

لمْ أجتزهُ

بلْ

صِرتُ شجرةً فيه.

 

 

‏كيف صارَ الإنسانُ فرداً إلى هذا الحدّ؟

إلى أيِّ درجةٍ رمَّموا نورَ الدّهشةِ

وحوّلوا زمنَ الثّورةِ

إلى يومٍ واحدٍ يكرّر نفسه

مثلَ زمامير لا تخفتُ في الشّوارع.

كيفَ جعلوا منَ الإنسانِ طوبَ المُدن؟

ومن المدن مقبرة الأيّام المُقبلة

ومنَ القلبِ الأحمرِ النابضِ

تفلاً في قعر كوبِ قهوة

محضّراً في الأمس

بارداً في الصّباح.

 

 

‏أشعرُ بأنّني كاتب

فقط لأنّني أعرفُ كيف أبدأ شيئاً

ولا أعرفُ كيفَ أنهيه!

 

 

‏ومن ثمّ

إنّه القلقُ الّذي صارَ جسداً

كأنّه الغرقُ وأنا أطلُبهُ

أبتاعُ زورقاً فقط لكي أقفزَ في ماء بحركِ

وأبيعَ الحياةَ فقط

كي أرتدي قلقاً

تحيكينهُ بيديكِ.

 

 

‏يداكِ

والورد

كلاهُما

روحٌ

ضئيلة.

 

‏▪

 

لأنّهُ لم يكُن في المرآةِ شخصٌ غيركَ

كتبتَ لنفسكَ عن عسلِ الشّقاء

وأيّام الصّمت والسّكينة.

يجبُ عليكَ أن تكونَ أنتَ

الشّخصَ الّذي لم ترهُ جيّداً

على أن تخرجَ باحثاً عنهُ في النّسيمِ المتقطّع.

كُنْ أنتَ الشّعرَ ومن ثمّ غنّي

لا تبحثُ الرّيح عن شجرة

بل عن صدرِ الحطّاب

عن مكانٍ خرجَت منهُ

داشرةً وحيدة.

 

 

حين كتبتُ لم أُرِد أن أقرأ

أردتُ فقط أن أسمعَ

إذا ما كانَ صوتُ النّجدةِ

واضحاً بما فيهِ الكفاية.

 

 

في السّينما لا يصوّرونَ الزّهورَ ميّتةً

في الحياة، لم أقتنِ زهرة إلّا وماتت

وكنتُ لا أعرفُ سببَ موتها

لهذا سأجعلهم يصوّرون فيلماً عن وجهكِ ويديكِ

لكي أُصدّق وهم أنّهما لن يذبُلا

إذا ما قبلتهما بفميَ الحقيقيّ.

 

 

‏تحتَ الماء

يقبّلُ الغرقى بعضهم

لكي يتشاركوا الهواءَ الباقي في صدورِهم.

أنا مثلُهم

غريقٌ فوقَ الأرض

لأنّني رفضتُ أنْ يشاركني

في الحياةِ أحد.

 

 

‏الحياةُ في الخارجِ مستحيلةٌ

الآن ينبغي عليَّ إغلاقُ نوافذِ العُمر

أنّ أتقاعدَ

وأنّ أتهيّأ لحياةٍ مقبلة

حياةٍ خاليةٍ من الشُّكوكِ.

حياةٌ سعيدةٌ

لا تحتاجٌ تفكيراً شديداً في البديهيّات

في أنّنا إذا لم نسمع كلمة حسنة يوماً

سيظلُ الحبُّ عندنا مُستحيلاً

وأنّ الإيمانَ ليس رديفاً للمعاناة

وأنّ الحياةَ

قبلةٌ سهلة.

 

 

‏كانَ لها وجهٌ وعيونٌ.

كان يعيشُ أيّامهُ مُرتاباً منَ الحقيقةِ

لا يعترفُ ولا يَعرفُ

كيفَ لفتاةٍ جميلةٍ أنْ تُحبَّهُ

هو الأبلهُ السّخيفُ

الّذي باعَ وجههُ بسعرٍ بخس

كي يشتري ابتسامةً

تحميهِ من الصّراخ

كي لا يُزعج أحداً.

 

  • شاعر من لبنان






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي