عشر قصائد خبيثة لشاعر طيب - عزت الطيري

خدمة شبكة الأمة يرس الإخبارية
2009-11-10

 الولدُ المفتون / بألعابِ الكلماتِ / وقلْبِ الصورةِ / قبَّلَ غدها الورديَّ / وأكملَ / حتما سيجيء الخدُّ / صباحا.


1

ارتكاب


أنا جئتُ

فارتكبى فرحةً

واحضنى جرح روحى

إذا هدَّهُ البردُ

والذكرياتُ التي ...

هدهدى طفلتيهِ

وأعطيهما

لُعبا

ثم قُصِِّى على طفلتيْ جرحهِ

قصتينِ

إلى أن يداعبَ وردهما النومُ

وابتسمي

لهما

وتعالي


2

الولدُ المفتونُ


الولدُ المفتون

بألعابِ الكلماتِ

وقلْبِ الصورةِ

قبَّلَ غدها الورديَّ

وأكملَ

حتما

سيجيء الخدُّ

صباحا


3

دَرَج


إتخذيني

سلمكِ المتنقلَ

كي تصعَد

موسيقاك عليهِ

إلى غيماتِ الروح


4

سوف يخفق


مثل أسطورةٍ

سوف يخفق فى الجوِّ

دون جناحينِ

دون مناقيرَ

تنقرُ

وجهَ الهواءِ

ويمضى إلى غايةٍ

عذبةٍ

ويتوهُ

ويسقطُ ُ

دون جناحينِ

يحفرُ قبرا

جميلا

على شكلِ بئرٍ

ويبنى له

شاهدا

ويخطُّ عليهِ

هنا تبدأ الريحُ

موعدَها

للمقيلِ

هنا

تبدأ الروحُ

دورتها

يا دموعُ

ويوصد أبواب مقبرةٍ

و

ن

ا

م


5

الشاعر


ليس من غُوطة الشامِ

أو من (خفيفِ) الجزيرةِ

أو من فراتِ (الخَبَبْ)

ولكنهُ إذْ يعودُ

إلى حجرةِ الُحلمِ

في ساعةٍ من تَعَبْ

سوف يمزج ُدمعاً

بِحِبْرِ القصيدةِ

ينقشها

فوق غيمٍ يَمُرُّ

فتخْضَرُّ أرضُ حَلَبْ

ويشرقُ نخلٌ

بشطِّ العَرَبْ

ويجودُ بأقمارِه فُسْتُق

دونما موعدٍ

أو سَبَبْ

وترقُصُ جميزةُ النيلِ

مزهوَّةٌ بالعصافيرِ

مسكونةٌ بالصَّخَبٌْ

إنّه الشعرُ

حوَّل بيداءهُ

واحةً للطربْ


6

العاشق


يصحو،

في الفجر،

ويقصدُ ماءَ النيلِ،

وأغصانا نامتْ،

منذ نسيمٍ،

وعصافير َارتعشتْ،

في العتمةِ،

عند نوافذ،

َتُركَتْ لهواءٍ،

ومواسمَ قمحٍ، آتيةً،

ويهزُّ الشمسَ،

ويدعو الدنيا،

لصباحٍ غَضٍّ،

ونهارٍ بضٍّ،

وبناتٍ،

يذهبن إلى النهر،

ويحملنَ أوانيَ للحلمِ،

ينغمنَ نداءً

لفوارسَ تأتيَ،

من فوق ظهور الليلِ،

وتخطفهنَّ إلى البيتِ،

وقمصانِ حريرٍ،

وسريرٍ،

ذهبىِّ البوحِ، وأطفالٍ،

ستجىءُ، بصخبٍ،

وحكاياتٍ،،،

ويواصل في السيرِ،

ويجلسُ،

ويخاطبُ أسماكا،

فى الماءِ،

يحذرها،

من لؤمِ الصيادِ،

وألعابِ مكائدهِ ...،

ويتيهُ،

ويضحك،

حين يرى الشمسَ استرقت ْسمعا،

لبناتٍ يذهبنَ إلى النهرِ،

أنيقاتِ الشدْوِ،

يرى سمكا،

خبَّأ فتنتهُ،

عن عينِ الصيادِ،

يرى

ويرى

ويعود إلى البيت، جميلا

كي يكملَ ما انقطعَ من الحلمِ


7

الأرملة الصغيرة


عندما

يهطلُ المطرُ الموسميُّ

على حقل جارتنا الأرملة

سيبوح النسيمُ

بعطرٍ مريبٍ

تفوحُ النخيلُ

برائحةِ الطَلْعِ

ترتعش الأرضُ

جذلى

كمن مسّها عاشقٌ

دافقٌ

بالهوى

حينها

سوف تبكي الصغيرةُ

تذكر حلما مضى

للترابِ

وتخرجُ عاريةً

من هواجسها

تكتسي

بحريرِ الدموع


8

أنفاسك


أنفاسكِ

ستطاردُ وردَ عذابي

أنفاسك

ترديدٌ

لأناجيلِ النعناعِ الهامسِ

في بَهوِ كنيسه

أنفاسك

ثورةَ عطرٍ

ملَّ قواريرَ

وحطَّمَ آنيةً

وانسَكَبَ

على أنسامِ الليل

أنفاسكِ

يا أنفاسكِ

ماذا يفعلُ صبٌّ

معتقلٌ

في ليل زنازينٍ

غَصَّتْ

وامتلأتْ

والتهمَتْ

أحلامَ السجناءِ المنتظرين

رصاصَ الرحمة


9

الأيقونة


تنامُ في أيقونةٍ

من عاجْ

ينامُ في زنزانةٍ

تحوطها الأسلاك والأبراجْ

بينهما

سواحلٌ

وأرخبيلٌ

جُزُرٌ

تمتدُ من بداية البكاءِ

حتى دمعهِ الوهَّاج

لكنهُ

إذا آوى للنومِ

صارت

ْحُلْمَهُ

جنَتَهُ

أندلسا

يغمرهُ الدمقسُ والديباجْ

وصارت السيدةُ المصونة

في لُجَّةِ الأيقونة

أقربَ من دموعٍ

كَحَّلتْ عيونه

أقربَ من

صريرِ باب السجنِ،

من تلصص السجانِ

من جعجعةِ المفتاحِ

من صلصلةِ الرتاجْ


10

عشاق


أولونُ في الغرامْ

أولونَ في دماهُمْ

يرتعونْ

__________________________

شاعر من مصر
[email protected]
 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي