إبْحارُ سعدي يوسف

2021-06-23

سعدي يوسف

رعد السّيفي*

 

كانَ فجرُ القُرى

أبيضَ اللّونِ …..

شجرٌ في الطّريقِ لحمدانَ

يشهق ُ !

الصّبيُّ الّذي

مرَّ من فوقِ قنطرةِ النّهرِ في أوّلِ الّليلِ

ملتحفاً بالغصونِ الكثيفةِ يوماً

مضى…

كانَ فجرُ القرى

بهَيرْفيلد

يبيضُّ من أسفٍ

بعدَ أنْ برحَ الأخضرُ بنُ يُوسُفَ

منفاهُ؛

إذْ غادرَ البّيتَ.

أغمضَ عينيهِ مسترخياً

تحتَ أجفانِ غيمتهِ.

عارجاً في سماءٍ

منَ الضّوءِ، والأجنحةْ

يحفُّ بهِ النّجمُ

تهمسُ في أُذنيهِ الرّياحُ

نشيدَ الأَبَدْ،

وهي تُرشدُ

غزلانَ أيّامهِ الشّارداتِ

إلى غابةٍ

كانَ يرمقُها..

صاعداً في قطارٍ من الرّيشِ أبيضَ !

مُبحراً

للوصولِ إلى جنّةٍ

عَرْضُهَا الحُلْمُ

يُبصرُ ما ليسَ يبصرهُ غيرُهُ،

وهو يمضي إلى آخرِ الأفقِ،

حُرّاً… طليقاً

يحفُّ بهِ النّهرُ والنّخلُ،

يُرخي على ثوبهِ الأخضرِ الّلونَ

لبلابُ حمدانَ

أقمارَهُ الُخضرَ.

حالماً بالبُروقِ

يوزعُ دهشتَهُ

على يقظةِ الوردِ

إشْراقةً

يبسطُ الكفَّ

بيضاءَ منْ غيرِ سوءٍ

يُلوّحُ للفجرِ؛

حيثُ اكتمالُ الخريفْ.

٭ ٭ ٭

شجرٌ وارفُ الظّلِّ يرحلُ…

٭ ٭ ٭

يا نبيَّ الكمالاتِ

في العشقِ، والصّدقِ

ذا المُنتهى !

إنّهُ الفجرُ..

حانَ نداءُ الرّحيلْ .

 

  • شاعر وأكاديمي عراقي






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي