
نجح زعيم المعارضة في إسرائيل، "يائير لابيد"، في تشكيل ائتلاف حكومي للإطاحة برئيس الوزراء الحالي "بنيامين نتنياهو".
وحظيت الصفقة بموافقة القائمة العربية الموحدة، وحزب "الأمل الجديد" بقيادة "جدعون ساعر"، إضافة إلى موافقة حزب "يمينا" بقيادة "نفتالي بينت"، الذي يعتبر أكبر شريك لـ"لابيد" في الائتلاف. ومن المقرر أن يتناوب الشريكان الرئيسيان في الائتلاف الجديد "لابيد" و"بينيت" على رئاسة الوزراء بعد 12 سنة من رئاسة "نتنياهو" للحكومة الإسرائيلية.
ومن المقرر أن تحصل الحكومة الجديدة على أغلبية ضئيلة للغاية في الكنيست (61 مقعدا من أصل 120) لذلك ليس من المؤكد تماما أن تحصل الحكومة الجديدة على تصويت بالثقة في الكنيست والذي يمثل الموافقة النهائية اللازمة لأداء القسم.
ولكن بافتراض ذلك، ستكون هذه الحكومة الأكثر اضطرابا في تاريخ إسرائيل، فقد اجتمعت تلك الأصوات المختلفة للإطاحة بـ"نتنياهو"، وسيكون هدف منع عودته فقط هو ما سيبقيها متماسكة.
وسيرأس "بينيت" الحكومة الجديدة، وهو زعيم يميني قوي لا يشغل حزبه سوى 7 مقاعد في الكنيست. ومن المفترض أن يسلم زمام الأمور إلى "يائير لبيد" من حزب "يش عتيد" الوسطي في منتصف فترة ولاية الحكومة الجديدة، في حالة استمرارها لفترة طويلة.
وسوف يشكل ذلك تحديات جديدة لإدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" التي أدركت أنه لا يمكنها تجاهل القضية الفلسطينية بعد المعركة الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
ويعد "بينيت" يمينيا أكثر من "نتنياهو". وعلى عكس "نتنياهو"، فلم يتشدق "بينيت" أبدا بحل الدولتين. فقد عارض هذا الحل باستمرار وإصرار لا لبس فيه. وبالنظر إلى أن اليمين المؤيد لـ"نتنياهو" يتهم "بينيت" بأنه خائن (والأسوأ من ذلك في لغة اليمين الإسرائيلي أنه يساري)، فلن يرغب في الظهور بمظهر تصالحي حيث يأتي بديلا لـ "نتنياهو".
وعلى العكس من ذلك، يعتزم "بينيت" أن يكون وقته كرئيس للوزراء بمثابة اختبار لدور الزعيم الجديد لليمين الإسرائيلي، وسوف يدفعه ذلك لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه ضغوط واشنطن.
لكن "يائير لابيد"، شريك "بينيت"، لديه علاقة أقوى بكثير مع الولايات المتحدة والحزب الديمقراطي. ومن المرجح أن يحاول تعزيز تلك العلاقة التي حالت لفترة طويلة دون إجراء تدقيق في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل. بمعنى آخر، خلال فترة "لابيد" ستتضاءل فرص النقاش الجاد حول سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.
ويدعم "لابيد" ظاهريا حل الدولتين، لكنه ذكر أيضا أنه يعتقد أن القدس يجب أن تكون العاصمة الموحدة لإسرائيل. وانتقد مؤخرا مخططا للتوسع الاستيطاني، لكنه أطلق أيضا حملة انتخابية في إحدى المستوطنات.
ويعني هذا النوع من الازدواجية أن "لابيد" مناسب تماما ليكون الوجه الرئيسي لإسرائيل في واشنطن. وسيكون من السهل على "بايدن" ووزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" والمسؤولين الآخرين احتضانه وتقديمه كشريك.
وستكون المشكلة أن السياسات الفعلية، خاصة على الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة، لن تتغير كثيرا مع "بينيت" أو "لابيد"، بالرغم من الهوة الأيديولوجية الشاسعة بينهما وحقيقة أن كلاهما مختلف تماما عن "نتنياهو".
وستواصل "حكومة التغيير" الجديدة توسيع المستوطنات الإسرائيلية القائمة في الضفة الغربية، وستواصل الحصار المفروض على قطاع غزة، وستواصل الضغط لضمان بقاء القدس غير المقسمة لإسرائيل حصرا، وستواصل رفض عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني.