
شرع وزير الخارجية الصيني "وانج يي" في جولة شملت 6 دول بمنطقة الشرق الأوسط نهاية مارس/آذار 2021.
وعشية بدء الجولة، أعلن "وانج" عن خطة لبلاده في المنطقة مكونة من 5 نقاط هي: الاحترام المتبادل، والإنصاف والعدالة، ومكافحة الانتشار النووي، والأمن الجماعي، والتعاون الإنمائي.
ولا يوجد خلاف على المبادئ المنصوص عليها في خطة النقاط الخمس، كما أنها ليست المرة الأولى التي تصدر فيها الصين خطة للشرق الأوسط.
ففي عام 2013، أطلق الرئيس الصيني "شي جين بينج" خطة من 4 نقاط حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وبعد 4 سنوات أعاد إطلاقها، وهذه المرة أشار إلى إسرائيل وفلسطين كشريكين مهمين في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
خطة فريدة
وما يجعل الخطة الأخيرة المكونة من 5 نقاط فريدة من نوعها هو نطاقها الأوسع لتشمل صراعات أخرى بالمنطقة في سوريا وليبيا واليمن، فضلا عن التنافسات التقليدية في منطقة الخليج.
وفي خروج عن المقترحات السابقة، قدم "وانج"، أيضا، بعض الاقتراحات الملموسة لكيفية إدارة التوترات في الخليج. ومن بينها استضافة بلاده "مؤتمر حوار متعدد الأطراف" للمساعدة في إقامة آلية ثقة، والتي يمكن أن تشمل -كخطوة أولى- "ضمان سلامة المنشآت النفطية وممرات الشحن" بالمنطقة.
في النهاية، ربما لم تجذب النقاط الخمس الانتباه كثيرا. ولم يصدر بيان من الصين بشأن موعد انعقاد مؤتمرها المقترح، أو الدور الذي ستلعبه بكين في تصميم أو ضمان آلية الثقة.
كما طغت على الخطة التغطية الإعلامية لاتفاق تعاون مدته 25 عاما تم توقيعه بين الصين وإيران، والذي قال بعض المراقبين إنه تم تضخيمه.
ومع ذلك، حتى لو بدت خطة النقاط الخمس وكأنها تتلاشى، فإن روحها استمرت مع التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الشهر الماضي.
فقد تقابل مسؤولون سعوديون وإيرانيون خلال اجتماع مباشر ببغداد للمرة الأولى منذ قطع العلاقات الدبلوماسية قبل 5 سنوات.
في البداية، نفى السعوديون انعقاد هذا الاجتماع.
لكن في نهاية أبريل/نيسان، أيد ولي العهد "محمد بن سلمان" مثل هذه الخطوة ضمنيا. وفي مقابلة تلفزيونية، تخلى الأمير السعودي عن لغة المواجهة السابقة مع إيران لصالح لهجة أكثر تصالحية، معربا عن أمله في علاقات "جيدة" مع الجمهورية الإسلامية.