
تستعد ثورة تقنية الجيل الخامس لتغيير المجتمع بشكل لا رجعة فيه في الشرق الأوسط. يمكن أن يثبت تطور "إنترنت الأشياء" المدعوم من شبكات الجيل الخامس أنه يعزز الحياة. بالفعل، تبنت دول الخليج تقنية الجيل الخامس في المنطقة الذي يُظهر دور الخليج الجديد كفاعل رائد في التكنولوجيا الرقمية.
بالرغم من أن دول الخليج قد خطت خطوات كبيرة لتصبح رائدة في مجال التكنولوجيا العالمية، إلا أن جيرانها في المنطقة متخلفون بشكل خطير في قدرتهم على تبني تقنية الجيل الخامس على نطاق واسع. سيؤدي هذا التفاوت إلى تعميق الانقسامات في التنمية بين منطقة الخليج وبقية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بالنظر إلى المستقبل، من المؤكد أن منطقة الخليج ستمضي قدمًا كمركز تكنولوجي في المنطقة، ولكن لا تزال هناك فوائد مهمة ستجنيها بقية المنطقة لأنها تتبنى ببطء تكنولوجيا الجيل التالي
جعلت دول الخليج من تبني تقنية الجيل الخامس أولوية كجزء من جهودها الأكبر للانتقال من الاعتماد على النفط إلى اقتصادات الخدمات القائمة على المعرفة. لقد مكنوا هذا التحول في محاولة لتقديم خدمات عامة أفضل من أجل دعم التنويع الاقتصادي من خلال التقدم التكنولوجي من خلال خطط "الرؤية" الاجتماعية والاقتصادية الشاملة.
تشمل هذه الرؤى بشكل بارز أكبر اللاعبين في منطقة الخليج -"رؤية المملكة العربية السعودية 2030" و"رؤية الإمارات 2021"-، وكان من المفترض أن يتم الكشف عن هذه الرؤى ومكوناتها من الجيل الخامس للعالم في الأحداث العالمية مثل "إكسبو 2020" في دبي وكأس العالم 2022 في قطر.
بالرغم من تأجيل معرض "إكسبو 2020" بسبب وباء "كورونا"، استمرت منطقة الخليج في نشر تقنية الجيل الخامس. وفي بعض الحالات، أكمل المزودون الإقليميون تغطية الجيل الخامس تقريبًا في بعض الدول. وتزعم شركة الاتصالات السعودية في الكويت أنها حققت على الصعيد الوطني تغطية الجيل الخامس اعتبارًا من أكتوبر/تشرين الأول 2019، وتسعى هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات للحصول على تغطية بنسبة 80% في جميع أنحاء الإمارات، بهدف الوصول إلى تغطية كاملة بحلول عام 2025.
كما استثمرت أبوظبي في تطوير تقنيات الجيل الخامس الخاصة بها، والتي تم عرضها في هيئة تنظيم الاتصالات وشركة هواوي وغيرها في عام 2019 لتطوير التقنيات في الإمارات. كما تبنت دولة الإمارات أهدافًا تكنولوجية لدمج أوسع لتقنيات الجيل الخامس في البنى التحتية لمجتمعها ومدنها، مثل مبادرتها "دبي الذكية" لتحويل المدينة إلى مركز إقليمي متكامل مع تكنولوجيا الجيل التالي. يشمل التحول "الذكي" لدولة الإمارات هدف وصول المركبات ذاتية القيادة إلى 25% من جميع الرحلات في الإمارات بحلول عام 2030. يحدث تحول المدن الحديثة إلى "مدن ذكية" متكاملة مع شبكات الجيل الخامس في جميع أنحاء الخليج، وكمراكز اقتصادية في المنطقة من خلال استثمارات تقنية طموحة.
بالإضافة إلى تحديث البنية التحتية الرقمية للمدينة في المراكز الإقليمية مثل الرياض والدوحة ودبي، بدأت دول الخليج مشاريع لتطوير أحياء المدينة كمراكز عالية التقنية مبنية على تقنية الجيل الخامس. توجد أمثلة على هذه المشاريع الطموحة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي في ضواحي مراكز المدن الرئيسية والمدن الساحلية المحلية:
لوسيل (قطر): تم تشييد المشروع في شمال الدوحة، وسيكون المشروع الذي تبلغ تكلفته 45 مليار دولار عبارة عن مدينة ذكية مبنية من الصفر.
الدقم (عمان): توقيع مذكرة تفاهم مع كوريا الجنوبية لتطوير مدينة ذكية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
الرياض (السعودية): من المتوقع أن يكون مركز "الملك عبد الله" المالي مركزًا ماليًا "ذكيًا" للمنطقة.
نيوم (السعودية): مدينة ضخمة مقترحة واسعة النطاق بالقرب من حدود مصر والأردن وإسرائيل والتي من شأنها أن تكون بمثابة دولة مستقبلية شبه مستقلة.
مدينة مصدر (الإمارات): مركز صناعي "للتكنولوجيا النظيفة" خارج العاصمة الإماراتية.