
مؤمن سمير*
أيتها الجميلةُ التي تُحَدِّقُ بي ونحنُ في الحافلة
وتحاصرني بسيْلِ الكلمات التي تخرج من عينيها
وتقتلني بالدهشة والعتاب الأسود..
أيتها الطَيِّبَةُ كما يبدو من هالاتِ فمك الدقيق، سامحيني
لم أقصد جرحَ فضاء يومكِ بطريقتي الفظة في النزيف
أو بألعابي العجيبة في عَجْن الألمِ
وكحتِهِ من فوق الظلالِ
وتلوينِهِ في الأعياد..
أنا فقط أجيدُ رسمَ بسمةٍ واسعةٍ وفضفاضةٍ
بينما ألقي بكبدي أو عَظمة الفخذِ
من النافذةِ
ولا أجد مكاناً آخر يحتوي هوايتي تلك
سوى الحافلات..
أحبُّ أن أتخفّف من ذكرياتي السيئة
وسط تنفُّسٍ مرتعشٍ
لأفواهٍ تموتُ لو تصمت
وأصابع عصبية لا تَكُفُّ عن حفرِ
سيقانها..
وسط أدمغةٍ تَشِفُّ خرائطها
من على سبُّورة الغول
وكأنها تتمشي على حبلٍ شفّاف..
مِنَ المؤكد أيتها الرائعة أنك تملكين
تفاصيلَ وحكاياتٍ
تثقل خطوات ساقيكِ الجميلتين
وطيران رأسِكِ المدعومِ من الورود والنّدَى..
ومن الراجح أنّ هوايةً تشبهُ هوايتي
جالت بخاطركِ ولو مرّةً
لكنّكِ جبُنْتِ..
أنتِ خوّافةٌ بهية
وأنا شجاعٌ قبيح..
مَنِ الأفضل فينا يا ربّي
ومن الذي سترضى السماء إذا اختفى من المشهد
وصَنَعَ بغيابهِ
فضاءً يَعُجُّ بالصفاء؟