فايننشال تايمز: الغضب الفلسطيني يفضح أوهام نتنياهو

2021-05-22

قبل أسبوعين تقريبا، علا تساؤل من قبل عدد قليل من الإسرائيليين بشأن أحد الإنجازات التي تحققت في مسيرة "بنيامين نتنياهو" السياسية التي امتدت لثلاثة عقود، وهو قدرته على إبقاء الفلسطينيين محاصرين، مع تعزيز أفضل علاقات لإسرائيل مع جيرانها العرب منذ تأسيس الدولة العبرية قبل 73 عاما.

فمن خلال تركيزه على إيران، توصل "نتنياهو"، العام الماضي، إلى اتفاق تطبيع تاريخي مع الإمارات، الدولة الخليجية المؤثرة، وكانت هناك مؤشرات على تحرك نحو علاقات أكثر انفتاحا مع السعودية.

قال "نتنياهو"، للناخبين، إن الإسرائيليين بالداخل آمنون ويعيشون في رخاء، ومُرحب بهم بين الجيران (العرب) الذين كانوا أعداء في السابق.

لكنه لم يعول على "مصطفى جابر"، وآلاف الشبان الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، بوتقة الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين.

بحلول أوائل مايو/أيار، كان "جابر"، وهو موسيقي من الحي الإسلامي، أحد أحياء البلدة القديمة من القدس، في مواجهة ضد الشرطة الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى، أحد أقدس المواقع الدينية في الإسلام.

لقد كان التوقيت يشير إلى شهر رمضان المبارك، وكان اليمين المتطرف في إسرائيل، بتحريض من حلفاء "نتنياهو"، عدوانيا بشكل خاص بحق العرب، مكررا وعودا بطردهم من القدس الشرقية، وتأكيد الهيمنة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، الذي يريد اليهود هدمه، وبناء "جبل الهيكل" مكانه.

وعلى مدار 3 ليالٍ متعاقبة، قضى "جابر" الوقت داخل المسجد الأقصى؛ حيث يجمع الحجارة، ويساهم في إقامة المتاريس.

وفي الصباح، كان يواجه شرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي تحاول إخراجه من المسجد هو ومئات من أصدقائه.

ووسط القنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع، واعتداءات شرطة الاحتلال، يقول "جابر" إنه عثر أخيرا على هدف لحياته، التي لم يكن لها هدف، وهو  "حماية الأقصى من الاحتلال". ويضيف بعيون دامعة إن شقيقة التوأم أُدخل المستشفى جراء إصابته برصاصة مطاطية من قبل شرطة الاحتلال.

وفي الوقت الذي ترددت فيه الاستغاثات لحماية الأقصى، أحد أكثر المواقع رمزية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في جميع الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، تحطمت أوهام "نتنياهو" بأن البلاد يمكن أن تكون في سلام دون حل الصراع مع الفلسطينيين.

إذ باتت إسرائيل، فجأة، تقاتل تمردا فلسطينيا على 3 جبهات مختلفة: فحركة "حماس" التي تسيطر على غزة تطلق آلاف الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية. واندلعت فتنة طائفية واسعة النطاق بين الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية وجيرانهم اليهود. وفي الضفة الغربية المحتلة، اشتبك آلاف المتظاهرين مع جنود الاحتلال. فقد فاجأت ضراوة الغضب الفلسطيني إسرائيل.

في أواخر أبريل/نيسان الماضي، ركزت الكثير من المؤسسات العسكرية والدبلوماسية الإسرائيلية على إيران، خاصة أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تعهد بالعودة إلى الاتفاق النووي، الذي وقعته طهران مع القوى العالمية، عام 2015.

وعلى مدى 4 سنوات خلال رئاسة "دونالد ترامب" للولايات المتحدة، كان "نتنياهو" يتمتع بدعم سافر من الإدارة الأمريكية الموالية لإسرائيل، والتي عزلت الفلسطينيين، بينما كانت تنتهج أكثر السياسات عدوانية ضد إيران منذ عقود.

وخلال تلك الفترة، ساد الهدوء في الضفة الغربية. وأدى الاقتتال الداخلي بين الفصائل إلى إضعاف القيادة الفلسطينية التي بدت عاجزة، بينما أيد "ترامب" ضمنيا تهديدات "نتنياهو" بضم مساحات أخرى من الأراضي المحتلة.

وكانت الانتخابات الفلسطينية الأخيرة عام 2006، فيما أرجأ "محمود عباس"، رئيس السلطة الفلسطينية البالغ من العمر 85 عاما، الانتخابات التي كانت مقررة هذا الشهر.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي