في تطور خطير في الحرب اليمنية : إيران تدفع بمرتزقة سوريين لدعم الحوثيين

2021-05-08

إيران تعزز صفوف الحوثيين بالعشرات من المرتزقة السورييندير الزور( سوريا) - أرسل الحرس الثوري الإيراني دفعات من المرتزقة السوريين من الموالين له إلى جبهات القتال في اليمن لدعم ميليشيات الحوثي في مواجهة القوات اليمنية الحكومية بينما يرجح أنه تم نشرهم في جبهة مأرب، حيث تقول مصادر محلية إن جماعة أنصار الله تستقدم دفعات كبيرة من المقاتلين بمن فيهم أطفال لحسم المعركة.

وتكبد الحوثيون خسائر فادحة في الأرواح، بينما قالت مصادر يمينية إن الحوثيين لا يأبهون لعدد القتلى في صفوفهم بقدر ما يركزون على السيطرة على مأرب الغنية بالغاز والنفط بأي ثمن، حيث تعتبر السيطرة عليها منعطفا حاسما في مسار الحرب الدموية.

وذكرت وكالة الأناضول التركية نقلا مصادر قالت إنها مطلعة، الجمعة، إن الحرس الثوري أرسل دفعة أولى تضم نحو 120 مرتزقا من بلدات ومدن محافظة دير الزور شرقي سوريا، إلى اليمن للقتال في صفوف الحوثيين ضد الحكومة اليمنية.
وأوضحت المصادر مفضلة عدم نشر هويتها، أن نقل المرتزقة تم بموجب عقود تمتد لثلاثة أشهر قابلة للتجديد وبمرتب شهري قدره 450 دولار إضافة إلى رواتب يتقاضونها مقابل انتسابهم للمجموعات التابعة للحرس الثوري بين 50 و100 دولار شهريا.

وتوجهت تلك العناصر إلى العراق عن طريق معبر البوكمال - القائم الحدودي مع سوريا بصفتهم حجاجا إلى المقامات الشيعية ومنها إلى إيران عن طريق رحلات الحج.

وتم نقل تلك العناصر من إيران على دفعات إلى العاصمة اليمنية صنعاء عبر رحلات بحرية ضمن سفن "إغاثية" أو عن طريق التهريب، بحسب المصادر ذاتها.

وخضع هؤلاء المرتزقة بعد وصولهم إلى صنعاء (شمال) لدورة عسكرية دامت أسبوعا للتدريب على بعض أنواع الأسلحة الجديدة وتم على إثرها توزيعهم على نقاط القتال في البلاد.

ولفتت المصادر إلى أن الحرس الثوري سيرسل دفعات جديدة من سوريا إلى اليمن في حال أثبتت الدفعة الأولى جدواها في المعارك.

وتشهد المناطق التابعة للنظام السوري في دير الزور تواجدا كثيفا للمجموعات التابعة لطهران التي يديرها الحرس الثوري وتتحكم تلك المجموعات بالمناطق التي تتواجد فيها وتديرها دون الرجوع إلى النظام.

وتشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص وبات 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وتعتمد إيران في سوريا على ميليشيات شيعية متعددة الجنسيات سورية وعراقية وباكستانية وأفغانية وهي التي يتم الزج بمنتسبيها في صفوف القتال الأمامية لتقليل الخسائر في صفوف الحرس الثوري الذي ينكر أن يكون له قوات على الأرض.

ويبدو أن إيران تريد أن تستنسخ التجربة التركية في تجنيد المرتزقة، فقد سبق أن أرسلت أنقرة آلاف من المرتزقة الذين جندتهم من فصائل سورية موالية لها ودفعت بهم للقتال في ليبيا دعما لميليشيات حكومة الوفاق الليبية السابقة بقيادة فايز السراج ونقلت لاحقا دفاعات منهم للقتال في جنوب القوقاز في الحرب الأخيرة التي دارت بين أذربيجان وأرمينيا للسيطرة على إقليم قره باغ.

وسبق أن اتهمت تقارير غربية إيران بإرسال مقاتلين من حزب الله اللبناني كانوا قد تلقوا تدريبا في معسكرات الحرس الثوري، لليمن لتدريب الحوثيين على كيفية اطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع التي يستخدمها المتمردون في هجمات إرهابية على أهداف مدنية واقتصادية في السعودية.

لكن لم يسبق للحرس الثوري أن اعتمد على مرتزقة سوريين، إلا أن مشاركته في الحرب السورية وإشرافه المباشر على ميليشيات شيعية متعددة الجنسيات وعلى ميليشيات سورية موالية للنظام السوري، جعله يختبر التجربة التركية ويحاول من خلال الدفعة الأولى من المرتزقة تجربة هذا الخيار.

وتأتي هذه التطورات بينما قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الجمعة، إن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن أضاعت "فرصة كبرى" لإبداء التزام بالسلام برفضها الاجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث في مسقط.

وذكرت الوزارة في بيان كذلك أن المسلحين يساهمون في تدهور الوضع الإنساني في اليمن بمواصلة الهجوم على مأرب "الأمر الذي يفاقم الأوضاع المتردية لليمنيين النازحين المستضعفين بالفعل".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي