ثَقبُ الهَواء العميق

2021-05-07

مازن أكثم سليمان*

 

الفاصِلُ بينَ المُنكشِفِ والمُتحجِّبِ

جدارٌ وهميّ

بينَ غُرفتيْن في فندق الخيال.

٭ ٭ ٭

بضعُ درجاتٍ من الرّائحة

تكفي ليكونَ العناقُ

حُطامَ قلبٍ مائجٍ.

٭ ٭ ٭

الرُّعبُ يعبرُ فوقَ الجسرِ

والأمَلُ يعبرُ سباحةً.

٭ ٭ ٭

الممرُّ الضَّيِّقُ بينَ وردتيْن

يُفضي إلى وردةٍ ثالثة

أوَّلُ ما تفعلهُ بعدَ الاستيقاظ

تحطيمُ أصيصِ الجيران.

٭ ٭ ٭

بينَ الشُّرفة والشُّرفة

العُصفورُ ثَقبُ الهَواءِ العميق.

٭ ٭ ٭

الحظُّ..

أفعىً أليفةٌ

في زنزانة سُجناء محكومين بالإعدام.

٭ ٭ ٭

بينَ غُصنيْن

يتسلَّلُ القمَرُ على أصابعِ قدميه

كي يتلصَّصَ على ورقتيْن

تُمارسان الحُبّ.

٭ ٭ ٭

تحتَ سماءٍ تَخيطُ للبَحرِ غيومَهُ

يمتزجُ القَبولُ بالرَّفضِ

فيربَحُ مُحترفو القطيعةِ

نورساً بمَسقطِ رأسٍ مُلتبِسٍ.

٭ ٭ ٭

خلالَ تنظيفِ النَّبيذِ المُنسكِبِ على سجّادةٍ

يحصلُ التَّعرُّفُ

وبعدَ إدمانٍ لعشرات السِّنين

يُردِّدُ البهلوانُ:

ـ لا تُعالجوني؛ أنا انزلاقٌ في أتْرِبَةِ الذّاكرة!

٭ ٭ ٭

أعطيْتُ ظَهري للشَّمس

التي أعطَتْ ظَهرَها لي

راقبْتُها في بِركَةِ الماء

وراقبَتْني في الغيْمَةِ الدّامِعة.

 

  • شاعر وناقد سوريّ

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي