وداع

2021-05-03

إيتيل عدنان/ لبنان

نبيل منصر*

 

مُفارَقَة الكلمات في هذه القصيدة

التي كانت، قبل ثوانٍ، أكثر مِن حياة،

"أشبَه بِلَفِّ الحَبل

حَول العُنُق

والانحِدار مِن أعلى شَجرَة تُشرفُ على جُرف

أو على وادٍ تُحدِثُ بِداخِلِه أحجارُه الصغيرة

صَليلا عَذْباً في الليل"

هُناك مَن قال:

"هي أشبه بِقطع الحَبل والسقوط في أعتَى الأمواج

التي تَصطخِبُ عِنْد الصَّخر

مُرجِّعَة عَويلَ صيادَة غَرقى"

مُفارَقةُ الكلمات لا تُشبِه شَيئا في هذه القصيدة،

في هذا الليل،

في هذا الصباح،

في هذه الأوقات التي تَنقُصُها الخَمرةُ والحبيبة،

في هذا الثلْج الذي يَبدأ فراشةً ضئيلةً

في مِنقار طائر أسود

قبل أن يَزحفَ عاصِفَة كبيرة

تُغرِق الدِّببة والوُعول.

كُلُّ شيء فوق الأرض الباردة

يَنظُرُ نظرةً أخيرة

إلى ما حَولَه:

مُفارَقة الكلمات لا يَأمل بِالعَوْدَة منها أحدٌ

إلى الدِّيار.

كُلُّ العلامات، بِما في ذلك الخطوات

والأقنعة والطرق،

غَرقَتْ في العتْمة الكبيرة

التي هي ما بَعْد الليل الكبير.

 

  • شاعر من المغرب

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي