الثعلب اليمني المتوحش!

2021-05-01

والمجموعة تتضمن ترجمة لعدة قصائد هي أساسا للشاعر اليمني المعروف عبد الله البردوني

ريبيكا روث غولد*

ترجمة: صالح الرزوق

في مجموعتها الأولى «الثعلب اليمني المتوحش» تهتم ثريا المنتصر بجذورها الغربية، وذلك بواسطة الخيال والمفردات وبناء النص. وتأخذ الحياة، وهي كلمة تعني أيضا بالعربية «البقاء» موقعا مركزيا في قاموس وجماليات شعريتها.

تقول الشاعرة في «إرشادات للاهتمام بجذور حديقتك»:

«الحياة باللغة العربية يعني أن احترام الذات – وهذا يعني أن أحترم غابتي، وجبالي، وآباري».

وإذا كانت هذه الكلمات شائعة في الثقافة العربية (واليمنية ضمنا) هذا لا يلغي أن القصائد ذات سياق وجو أمريكي. في كل المجموعة صور لسيدات صغيرات (أو بنات) يتقدمن بالعمر وينضجن في أجواء مدينة يانكيرز، وفيها يكتشفن ويتعرفن على الهموم الجنسية وعلى الجسد النسائي، ناهيك من الرقص على أنغام فرقة «الفيوجيز»(1) التي تتبع أسلوب الهيب هوب. وكل ذلك خلال الظروف المجحفة التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر/أيلول الأسود.

ولا توجد غرابة بذلك، فشاعرات، من أمثال الإيرانية سولماز شريف والأفغانية أريا عبير، خبيرات بترصيع القصائد الإنكليزية بلغة اللسان الأم.

لكن المنتصر ترفع هذا الأسلوب لمستوى أعلى. والأبواب الثلاثة في المجموعة تحمل – مثل القصائد – أرقاما هندية، وهي المعتمدة باللغة العربية الحديثة. كما أن معظم القصائد تتضمن كلمات عربية، تتكرر في السياق، دون أن تكلف نفسها عناء ترجمتها.

والمجموعة تتضمن أيضا ترجمة لعدة قصائد هي أساسا للشاعر اليمني المعروف عبد الله البردوني (توفي 1999).

وبينها صور فوتوغرافية لرجال ونساء من اليمن – وربما هي لأفراد من عائلة الشاعرة – لكن مع الحرص على إخفاء العيون أو إلغائها.

وواحدة من أهم قصائد المجموعة وهي بعنوان «مسلم برفقة كلب» تنظر بجرأة للتعارض التقليدي الثقافي بين المسلم والكلاب. تقول فيها:

هناك مرتاح(2)

آخر عند الموقد،

الرأس على ركبة أحدهم

وكأنهم صرعوه.

ومن الواضح أن الشاعرة تستعمل كلمة المرتاح، وهو مصطلح عربي يدل على المارق، لتشير به للكلب. ومع تفاقم السخرية، تصبح الكلاب في القصيدة أقرب للقلب وأقرب للطبيعة البشرية. ومع أن شعرية المنتصر هجينة فهي تغني عملها بشكل مؤثر.

وهكذا تتطور الظاهرة البصرية للنصوص واللغات والثقافات في هذه القصائد، وتقدم في النهاية خبرة ذات طبيعة سياسية وشخصية في آن. وبهذه الطريقة سيكتشف القراء روح المرأة الشابة التي تضل سبيلها وسط قصائد المجموعة، وهي ترتدي «أحقاد مدينتها كما لو أنها حجا» كما ورد في قصيدة «صيد روح البنات».

فازت المجموعة بجائزة والت ويتمان التي تمنحها أكاديمية شعراء أمريكا. وقد صدرت في 6 نيسان/إبريل 2012 عن دار غراي ولف بريس. ويبلغ حجمها 112 صفحة.

1- الفيوجيز هو لفظ مختصر لكلمة refugees وتعني اللاجئين.

2- مرتاح كلمة دخيلة وتعني الديوث باللهجة الدارجة.

 

  • أكاديمية أمريكية






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي