إلى أُمي في ترَابِها

2021-04-18

عمر أبو الهيجاء*

 

لها أن تُربي الحُب
مثل طفلٍ يحبو مرتبكا أمامَ ذهول الحواس
لها أن تسردَ علينا سورة البيتِ العتيقِ
وفي بدءِ الرياحِ
لها أن تعزفَ مواويل الليلِ
فنغدو مبللينَ بالدمعِ الساخنِ
و تأخذنا لدفءِ الحضن
هامسة بفمٍ طافحٍ بالتسابيحِ
لها لحمُ التأويلِ
لحظةَ اندلاقِ المعنى
على طينِ المنافي
لها الفجرُ
يصحو بينَ يَديها
لها من لوعةِ الشوقِ
أن تفيض حفنة من البرقِ على البلادْ
لها أن تُرقصَ الأرضَ عاليا
وتُرتل في احتكامِ العتمةِ سرَّ الفاتحةِ
لها ما لها
لها الحضور الكثيف
لها الكثيرُ في مخيّلةِ الشعراءِ
لها رعشةُ العصافيرِ في امتحانِ الرياح
…. تغني
لها ما لها
ولنا يا أمُّ
لنا إيقاع التشظي
على ذمةِ الرحيلِ
لنا عزلة الأرواح ولقاح التأبين
لنا موهبةُ الحزنِ في انفجارِ الأسئلةِ
لنا وجعُ التذكُرِ والنزف
ولنا بريدُ الفقدِ
ولنا كل هذا الغيابْ.

*شاعر أردني







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي