سينماتشكيلمسرحموسيقىتلفزيوننجوم أخبار فنيةلحنشاهدنحتسينما الخيال العلميرأي فنيأفلام وثائقيةمهرجاناتأفلام وجوائز

اليونان تستقطب السينمائيين العالميين بتسهيلات هي الأهم في أوروبا

2021-04-18

السينما في اليونان تستعيد زمن زورباأثينا - من المؤكد أن اليونان كان لها دور النجومية في عالم الأفلام السينمائية في الماضي، فلنتذكر أفلاما شهيرة صورت على أراضيها مثل “زوربا اليوناني” و”عود الكابتن كوريللي”، وربما أيضا الفيلم الفرنسي “ذي بيج بلو” الذي يصور قصة درامية حول التنافس بين اثنين من كبار المتسابقين في رياضة الغطس الحر، ثم وفاتهما.

غير أن تاريخ هذه الأفلام جميعا يعود إلى عقود مضت. ومنذ ذلك الحين تجنب الكثير من المنتجين تصوير أفلامهم في اليونان، بسبب الإجراءات البيروقراطية المعقدة، وعدم تقديم الحكومة اليونانية دعما ماليا لهم.

وأدى صدور قانون في عام 2017 إلى تسهيل إجراءات التصوير، وتغيرت جميع هذه الأوضاع لتتمتع اليونان الآن برواج حقيقي كمقصد لتصوير الأفلام، وفقا لما تقوله لجنة الفيلم اليونانية.

وتقدم الدولة الآن دعما ماليا يصل إلى ما نسبته 40 في المئة من تكاليف الإنتاج، في حالة ما إذا كان منتج الفيلم يوناني الجنسية.

وذكرت تقارير إعلامية محلية أنه يجري تصوير 18 فيلما في عام 2021 وحده، بمشاركة مجموعة كبيرة من نجوم السينما مثل دانيال كريج الذي اشتهر بتمثيل أدوار جيمس بوند وتوم هانكس ولي سيدوكس وجامي لي كيرتس، كما يصور المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ الذي اشتهر بإخراج فيلم الخيال العلمي “فيديودروم” فيلما جديدا في اليونان.

وتقول فينيا فيرجو، المسؤولة بالمركز الوطني لوسائل الإعلام المسموعة والمرئية والاتصالات (إكومي) في اليونان، “خلال الأعوام الثلاثة الماضية تلقينا نحو 500 طلب لتصوير الأفلام، وذلك بفضل القانون الجديد”.

وتضيف فيرجو “بسداد نسبة 40 في المئة من تكاليف الإنتاج نكون قد قدمنا أكثر أشكال الدعم المالي في أوروبا، ولا تقدم أي دولة مثل هذا الحجم من الدعم سوى مالطا”، موضحة أن الدول الأوروبية الأخرى تسهم بنسبة تتراوح بين 25 و35 في المئة من تكلفة الإنتاج.

وتشير إلى أن لجنة الفيلم اليونانية لا تتدخل على الإطلاق في شكل أو محتوى الأفلام التي يتم تصويرها على الأراضي اليونانية، وقالت إن اللجنة تعد “بوابة المنتجين لدخول البلاد”، وتزيل العقبات البيروقراطية التي تعترض طريق عملهم.

كما توضح فيرجو أن اللجنة تقدم الدعم لتسهيل المسائل التنظيمية والرد على التساؤلات التي يطرحها المنتجون والاستجابة لكل الأمور المعنية التي تثير قلقا.

وتذكر المسؤولة اليونانية أن مركز “إكوم” يصف نفسه بأنه “يعمل كنقطة محورية، وفي نفس الوقت كحاضنة للأفكار ووسائل التنفيذ، مما يسمح بخلق الظروف اللازمة للإبداع والتنفيذ بشكل تدريجي، مما يمكّن الشباب من العثور على طريق الإبداع الذي يسعون إليه في بلدهم أولا، ثم في السوق العالمية”.

والبيروقراطية واسعة النطاق في اليونان، وغالبا ما كان غياب الإرادة السياسية هو السبب وراء تعقد إجراءاتها في الماضي.

ويتذكر الكثير من اليونانيين بمرارة ما مر به فيلم “جاسون بومي” الذي تم تصويره عام 2016. وظهر الممثل الشهير مات دامون في الفيلم وهو يتسابق بسيارته عبر شوارع أثينا، ولكن في الحقيقة تم تصوير أحداث الفيلم في إسبانيا، بفضل الدعم المالي الذي حصل عليه المنتج هناك.

تم تصوير قرابة 100 فيلم على الأراضي اليونانية منذ عام 2017، مما عاد على الخزانة اليونانية بأكثر من 97 مليون يورو (114 مليون دولار)

وما يسبب المزيد من الألم أنه تم في عام 2014 تصوير فيلم “هرقل”، بطولة دواني جونسون، في بودابست عاصمة المجر رغم أنه من الواضح أن موضوع الفيلم يوناني الأصل تماما.

وقال كاتب سيناريو الفيلم المشارك إيفان سبيليوتوبولوس آنذاك إن “اليونان لم تسهل الأمور لنا، ولم تفتح لنا الأبواب، ولم تقدم أي شيء، وبالتالي تم رفضها كموقع لتصوير الفيلم”.

ويرى خبراء صناعة السينما أن كل ذلك صار من ذكريات الماضي.

ويقول المنتج السنيمائي اليوناني قنسطنطينوس كونتوفراكيس إن “تقديم الدعم المالي الذي يتمثل في خصم 40 في المئة من التكلفة يمثل دفعة حقيقية للتصوير على أراضينا”.

وقام كونتوفراكيس العام الماضي، مع شركته اليونانية للإنتاج السينمائي، بتصوير 70 في المئة من “مثلث الحزن”، وهو اسم الفيلم الجديد للمخرج السويدي روبن أوستلوند، بطولة الممثل الأميركي وودي هارلسون.

ويؤكد كونتوفراكيس أن لجنة الفيلم في اليونان تقوم بالكثير من الأعمال المهمة مما يسهل الإجراءات البيروقراطية، كما أشاد بالدعم واسع النطاق الذي تقدمه.

ويقول إن أي منتج مهتم بتصوير فيلم له في اليونان عليه فقط أن يتواصل مع اللجنة التي ستتولى جميع الإجراءات الرسمية اللازمة للتصوير. بل أكثر من ذلك، “توجد بنية تحتية متقدمة للغاية في اليونان لتصوير الأفلام، إلى جانب أطقم عمل مناسبة، اعتبارا من الفنيين ذوي الخبرة إلى أبسط العمال المساعدين”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي