سيادة على الضفة والمريخ بـ "تصويت رمزي".. ماذا عن توسيع "أوسلو" بمناطق "د"؟
2025-10-25 | منذ 3 ساعة
كتابات عبرية
كتابات عبرية

في الوقت الذي يصوت فيه الكنيست بالأغلبية على قوانين تطبيق السيادة على الضفة الغربية، تنقل حكومة إسرائيل طواعية سيادتها على أراضي داخل الخط الأخضر. النكتة التي تسمى “كنيست إسرائيل” تصوت على السيادة في “يهودا والسامرة”، وبنفس الدرجة يمكنها التصويت على تطبيق السيادة على المريخ، بينما تنشئ الولايات المتحدة مقراً عسكرياً في “كريات غات”. إسرائيل تطبق سيادة وهمية على الضفة الغربية، بينما تطبق الولايات المتحدة سيادة فعلية على أراضي إسرائيل نفسها.

الكنيست تواصل لعبة التظاهر. ويمكن للمشرعين مواصلة إقرار القوانين، لكنها قوانين لا تساوي قيمة الورق الذي كتبت عليه، إلا إذا كانت قوانين صحية أو شؤون محلية (متى كانت آخر مرة سنوا فيها قانوناً لمصلحة عامة الناس؟). ولمن كان لديه شك فيما إذا كانت السيادة حقاً بيد الشعب، بواسطة ممثليه في الكنيست، مثلما قال لنا ياريف لفين وسمحا روتمان في السنوات الأخيرة، جاء نائب الرئيس الأمريكي فانس وأوضح أمس على صدى التصويت على فرض السيادة في الضفة، بأن هذا لن يحدث. “إذا أراد الناس إجراء تصويت رمزي، يستطيعون ذلك”.

تساءل اليمين الساذج خلال سنوات: “لماذا تصوتون لليمين وتحصلون على اليسار؟”. حان الوقت لإصدار طبعة جديدة: لماذا تصوتون للكنيست الإسرائيلية وتحصلون على الإدارة أمريكية؟

تسمع فلا تصدق: نائب رئيس دولة أخرى يصف أعضاء الكنيست بـ “أشخاص” (!)، يجرون “تصويتاً رمزياً” (!) حول قضايا خارج نطاق اختصاصهم. هذا هو إنجاز اليمين المتطرف. بعد التوبيخ، سارع نتنياهو إلى إصدار أمر بعدم المضي بمشاريع قوانين السيادة حتى إشعار آخر.

الأمر الأكثر إثارة للشفقة أن فانس عندما سئل ما إذا كانت إسرائيل محمية أمريكية، أجاب بأن وقف إطلاق النار يتطلب إشرافاً. “لكن ليس بمعنى الإشراف على طفل صغير”. ولكن لا طريقة أدق لوصف الموقف من إسرائيل: طفل صغير يلعب بالتشريعات مع أصدقائه المتخيلين في اليمين المتطرف. يبدو أن فإنس يؤيد “الأبوة من أعلى”، التي تتجلى في القطار الجوي من جليسات الأطفال الأمريكيات اللواتي يأتين لحضور نقاشات مجلس الوزراء المصغر (الكابنيت) في وزارة الدفاع.

 ما يحدث أمام ناظرينا يمكن اعتباره توسيعاً لاتفاق أوسلو، لكن مع تغيير كان سيجعل إسحق رابين يتقلب في قبره، ويجعل موشيه ديان يفتح عينه الثانية. إلى مناطق “ب” و”أ” و”ج” التي تنظم السيطرة المدنية والأمنية بيننا وبين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ربما سنضطر قريباً إلى إضافة مناطق “د” – مناطق تحت السيطرة المدنية والأمنية للسلطة الإسرائيلية داخل الخط الأخضر. ستسألون وبحق من هي هذه السلطة الإسرائيلية، وسأجيب بأسف: هي ما كانت تسمى ذات يوم دولة إسرائيل.

الحقيقة أن إسرائيل لم تترك للولايات المتحدة أي خيار. ماذا قال ترامب أمس؟ “لو لم أوقف نتنياهو لواصل الحرب سنوات”. سنوات ونحن نصرخ بأن نتنياهو مخادع تاريخي. أخيراً أيضاً، عرف الأمريكيون أن المشكلة ليست “في الطرف الثاني” فقط.

إن هوس اليمين بالسيادة وبشعار “الشعب هو السيد” لم يعبر عن القوة، بل عن العجز المطلق. هل أراد لفين إعادة السلطة إلى الشعب؟ ربما للشعب الأمريكي. المهم هو تحييد المستشارة القانونية للحكومة. ومن يعتقد أن الأمريكيين جاؤوا لإدارة قطاع غزة فقط، فعليه إعادة النظر. إنما جاؤوا لإدارة إسرائيل.

السؤال الكبير هو: هل هذه فترة مؤقتة من “الإصلاح” ستؤدي إلى دولتين، كونفدرالية، أم أننا في بداية عملية أعمق: ضم طوعي للولايات المتحدة، وربما تدويل، ليس فقط غزة، بل كل المنطقة بين البحر والنهر.

 

كارولينا ليندسمان

هآرتس 24/10/2025



مقالات أخرى للكاتب

  • عن أي "غزة جديدة" تتحدث الولايات المتحدة؟
  • كيف يبدو غموض خطة ترامب خطراً سياسياً على نتنياهو؟
  • لماذا ألغى نتنياهو رحلته إلى "قمة السلام" في مصر؟









  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي