أمريكا: هكذا سنطرد الصين بالسعودية
2023-10-06
كتابات عبرية
كتابات عبرية

سابقة تتلو أخرى. قبل شهر كان هناك رجال أعمال مثلوا صناعات أمنية، تجولوا كضيوف مرغوب فيهم في مؤتمر اقتصادي، وقبل ثلاثة أسابيع كانوا دبلوماسيين إسرائيليين في عاصمة السعودية ولأول مرة. وفي الأسبوعين الأخيرين، وصل وزيران هما حاييم كاتس وشلومو كرعي، إلى مؤتمرين دوليين في الدولة المجاورة.

حتى بدون اتفاق رسمي، تشهد هذه الاختراقات على بداية تطبيع. لا شيء صدفة هنا. الولايات المتحدة هي التي تقف من خلف كل واحدة من هذه السوابق، بالضبط مثلما وقفت من خلف كل الخطوات التي أدت إلى اتفاقات إبراهيم. في هذه الأيام، يخيل بأن هذا هو الأمر الأساس الذي يعني واشنطن، على الأقل في سياق الشرق الأوسط. رجال الإدارة يتوجهون إلى هذا الموضوع بكل قوة واهتمام شديد. هذه صفقة فيها استراتيجية وسياسة، وهما تلتصقان كتوأمين سياسيين لا يمكن فصلهما.

أمران إضافيان حصلا في الأيام الأخيرة. وفد أمريكي رفيع المستوى زار الرياض، وغانتس التقى جاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي، في واشنطن. وكل هذا بهدف واحد ووحيد: إزالة العوائق السياسية أمام الصفقة. سيكون معقداً تمرير اتفاق الدفاع بين الولايات المتحدة والسعودية في مجلس الشيوخ الأمريكي؛ لأن هناك حاجة إلى 76 شيخاً، وهم غير موجودين في هذه المرحلة. ولن يكون بسيطاً تمرير هذه الصفقة في إسرائيل لأنه لا يوجد في الائتلاف أغلبية لأي خطوة تكون أكثر من رمزية تجاه الفلسطينيين. وحتى يتاح تمرير الصفقة، يحتاج الأمريكيون لنتنياهو. إن تماثل نتنياهو مع الحزب الجمهوري ومع ترامب يصبحان نقطة قوته على نحو عجيب. ولأنه في ضوء الاستقطاب في تلة الكابيتول هو، وفقط هو، يمكنه أن يجند أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين للوصول إلى الأغلبية المنشودة من 76. ونتنياهو بحاجة للأمريكيين كي يجندوا لبيد وغانتس بتأييد الاتفاق، وربما حتى لتشكيل حكومة وحدة برئاسته.

هذه مهمة غير بسيطة، تكاد تكون متعذرة من زاوية إسرائيلية. لا يوجد في هذه اللحظة موقف موحد لدى حزبي المعارضة الكبيرين. لبيد كجوزة عصية على الكسر، فقبل شهر، أجرى سلسلة لقاءات في واشنطن، وتقول التقديرات إنه بقي جوزة قاسية. هذا هو السبب الذي جعل سوليفان يلتقي بغانتس؛ فهو يعتبر أكثر انفتاحاً. التعاون مع نتنياهو سيحظى بنقد فتاك من جانب الاحتجاج وأجزاء واسعة في وسائل الإعلام. لكن من ناحية غانتس، يدور الحديث عن مخاطرة محسوبة. قد يحافظ على “الرسمية”. وإذا ما أدى الضغط الأمريكي أيضاً إلى وقف حقيقي أكثر للتشريع التعسفي، فقد يسجل الإنجاز على اسم غانتس أيضاً.

من ناحية الإدارة الأمريكية، لا يدور الحديث عن اتفاق آخر، بل عن صفقة استراتيجية عظمى، معدة لوقف التسلل الصيني إلى الشرق الأوسط، من خلال اتفاق دفاع مع الدولة الإسلامية الأهم. السياسة الداخلية، في الولايات المتحدة وإسرائيل تلعب دوراً حاسماً. الإدارة في الساحة الإسرائيلية، ونتنياهو في الساحة الأمريكية، وفي الخلفية فلسطينيون يعرضون رد فعل مزدوج. فثمة محادثات مع السعودية والإدارة الأمريكية من جانب السلطة، وكذا إرهاب من جانب منظمات المعارضة. التتمة ستأتي.

بن – درور يميني

يديعوت أحرونوت 6/10/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • هل تؤتي ثقافة المافيا التي اتبعتها إدارة ترامب ثمارها في الشرق الأوسط؟
  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟








  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي